Battle of Stalingrad معركة ستالينغراد
جزء من الجبهة الشرقية في الحرب
العالمية الثانية
التاريخ :من 21 اغسطس 1942 الى 2 فبراير 1943
الموقع :ستالينغراد ، الاتحاد السوفياتي
النتيجة :انتصار حاسم السوفياتي
معركة ستالينغراد هي معركة بين المانيا وحلفائها ، والاتحاد السوفياتي
السوفياتي لمدينة ستالينغراد السوفياتيه (المعروفة اليوم فولغوغراد)
كجزء من الحرب العالمية الثانية والتى جرت فى الفترة ما بين 21 اغسطس 1942- 2 فبراير 1943
وكانت نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية في أوروبا ، وقد وكانت معركة دمويه في تاريخ البشريه
ويقدر مجموع الخسائر فوق 1.5 مليون دولار
فى معركة اتسمت
بالوحشيه وتجاهل القتلى العسكريين والمدنيين على الجانبين.
وتشمل المعركة الحصار الالمانى لستالينغراد ، والمعركه داخل المدينة ، والهجوم السوفياتي المضاد الذي حوصر
في النهاية ودمر الجيش الالماني السادس وقوات المحور وغيرها من انحاء المدينة.
** عناصر المعركة:
1) اهمية ستالينغراد
2 ) عملية بلو / الزرقاء
3 ) بداية المعركة
4 )الهجوم السوفياتي المضاد
5 )عملية اورانوس
6 )الجيب
7 ) العملية زحل
8 ) النصر السوفياتي
9 ) إرث
الخلفية :
22 حزيران / يونيو 1941
المانيا ودول المحور غزا الاتحاد السوفياتي ، وتقدم بسرعة في عمق اراضي الاتحاد السوفياتي
السابق. ,
وقد عانى من هزائم متعددة خلال صيف وخريف عام 1941 ، وقيام القوات السوفياتية بهجوم مضاد فى
معركة موسكو في كانون الاول / ديسمبر
لدى استنفاد القوات الالمانيه الغير مهياه لخوض حرب الشتاء
لطاقتها و خطوط الإمداد ، وتوقفت في سعيها نحو العاصمة.
الألمان استقرت على الجبهة بحلول ربيع 1942.
وقد تم نبذ الخطط لشن هجوم اخر ضد موسكو
حيث ان مجموعة قلب الجيش قد تم اضعافها بشكل عنيف.
جزء من الفلسفه الالمانيه العسكرية كان الضرب فى الاماكن الاقل توقعا على الاطلاق
بحيث يمكن تحقيق مكاسب سريعه.
الهجوم على موسكومباشرة اعتبر انه متنبأ به من قبل البعض على الاخص هتلر
الى جانب ذلك فإن القيادة العليا الالمانيه تعلم ان الوقت بدأ يداهمهم ،
حيث ان الولايات المتحدة قد دخلت الحرب بعد الهجوم
الياباني على بيرل هاربور.
هتلر أراد انهاء القتال على الجبهة الشرقية او علي الاقل التقليل منه
قبل ان تكون الولايات المتحدة قد تعمقت فى الحرب فى اوروبا
1 ) أهمية ستالينغراد :
احتلال ستالينغراد كان مهما بالنسبة لهتلر لاسباب عدة ; فقد كانت مدينة صناعيه كبرى على ضفاف نهر الفولغا
(خط نقل حيوى بين بحر قزوين وشمال روسيا) والسيطرة عليها يؤمن الجناح الايسر من
الجيوش الالمانيه حيث انها تقدمت في القوقاز والتى بها كميات كبيرة من النفط مع مراعاة حالة
النقص التى كان يعانيها الجيش الالمانى
واخيرا , فإن حقيقة ان احتلال المدينة التى تحمل اسم جوزيف ستالين- عدو هتلر- كان من شأنه ان يجعل فكرة
احتلال المدينة فكرة دعاءيه للإنقلاب و نصرا رائعا للالمان.
وادرك ستالين هذا الامر جيدا مما دعاه للامربارسال اى شخص قوى بما يكفى
لحمل بندقية (a rifle) الى الحرب.
[2] ومن المعتقد ايضا انه كان ايضا لدى ستالين ايضا نفس الفكر فى الدفاع عن المدينة
التى تحمل اسمه , ولكن تبقى الحقيقة المؤكدة بأن ستالين كان واقعا تحتضغط هائل من
قيود الوقت والموارد.
و يعتقد البعض ان حصار ليننجراد قد دام طويلا بسبب تحويل القوات من ليننجراد الى ستالينجراد
ايضا خلال الحرب الروسية الاهلية قد قام بدور بارز فى دفاع تساريتسين السوفيتى ( تساريتستن=ستالينجراد كما كانت تسمى وقتها)
ضد القوات البيضاء.
ايضا فان الجيش الاحمر فى هذه المرحلة من الحرب كان اقل قدرة على عمليات الحركة الكبيرة عن عمليات الجيش الالمانى.
لذا فان الالتحام داخل المناطق الحضرية الكبيرة فى المنطقة والتى سوف تتم السيطرة فيها بواسطة نيران الاسلحة قصيرة المدى
والصغيرة والمدفعية بدلا من المدرعات والاليات العسكرية , سيؤدى الى تقليل مساؤى الجيش الاحمر مقارنة
بالجيش الالمانى.
2 ) عملية بلو / الزرقاء :
المادة الرئيسية : عملية الازرق
تم اختيار فرقة الجيش الجنوبية للقيام بعملية عدو سريع الى الامام خلال السهول الروسية الجنوبية
نحو القوقاز بغرض الاستيلاء على حقول النفط السوفيتية الحيوية.
حقول النفط تلك كانت هى الهدف الرئيسى لهتلر وبدلا من ان يركز انتباهه على العاصمة موسكو
كما نصحه جنرالاته استمر فى ارسال قواته و المؤن الى الجبهة الروسية الجنوبية.
صيف الهجوم اطلق عليه الاسم الرمزى"القضية الزرقاء" ="Fall Blau"
(وقد تضمنت قوات الجيوش السادس والسابع الالمانيين والبانزر الاول والرابع الالمانيين ايضا)
وفى عام 1941 قامت فرقة الجيش الجنوبية باحتلال جمهورية اوكرانيا الاشتراكية السوفياتية
و تمركزت فى منطقة الهجوم المخطط.
ولكن هتلر تدخل آمرا فرقة الجيش بأن تنقسم الى مجموعتين:
فريق الجيش الجنوبي (أ) ، تحت قيادة (بول ايوالد) و(دفيغ فون كلايست) , كانت لتواصل التقدم جنوبا باتجاه
القوقاز كما هو مخطط مع الجيش السابع و جيش بانزر الاول .
الجيش الجنوبي (ب) ، بالاضافى الى جيش (فريدريش بولوس) السادس وجيش (هيرمان هوث) بانزر الرابع ،
وكان التحرك شرقا باتجاه الفولجا ومدينة ستالينجراد وكان فريق الجيش ب قيادة الجنرال (فون وييشس ).
كان مخططا لبدء عمل العملية بلو اواخر ايار / مايو 1942
بيد ان عددا من الوحدات الالمانية والرومانية المشاركة فى العملية كانت حينها فى عملية حصار
سيفاستوبول شبه جزيرة القرم , لذا فان التأخر فى انهاء الحصار ادى الى تأجيل بداية عملية بلو
عدة مرات , والمدينة لم تسقط الا فى نهاية يونيو.
فى غضون ذلك تم اتخاذ تصرف صغير وهو مناوشة القوات السوفياتيية فى معركة خاكوف الثانية
مما ادى الى استيلائه على عدد كبير من القوات السوفياتيه في 22 ايار / مايو.
واخيرا تم بدء (بلو) حيث بدأت مجموعة الجنوب هجومها على الجنوب الروسى 28 حزيران/ يونيو1942
وقد بدأ الهجوم الالمانى جيدا ,وعلى النحو الاخر لم توفر القوات السوفياتية الا قدرا ضئيلا من
المقاومة فى سهول شاسعة فارغة , بعدها بدأت فى الهرب شرقا فى حالة فوضوية.
و قد فشلت محاولات اخرى عديدة لتكوين الخطوط الدفاعية وذلك عندما قامت الوحدات الالمانية
بتطويق الخطوط الدفاعية السوفياتية.
جيبين رئيسيين تكونا ودمرا , الاول شمال شرق خاركوف فى يوم الثانى من تموز/يوليو ,
والثانى حول ميلليروفو فى منطقة روستوف بعد ذلك باسبوع.
وفى غضون ذلك شن كل من الجيش المجرى الثانى و جيش بانزر الرابع الالمانى هجوما على
فورونيز , مستولين بذلك على المدينة فى الخامس من تموز/يوليو.
*عملية بلو : تقدم الالمان من 7 ايار / مايو 1942 الى 18 تشرين الثاني / نوفمبر
1942
الى 7 تموز 1942 الى 22 تموز 1942 الى 1 اغسطس 1942 الى 18 تشرين الثاني / نوفمبر
1942
التقدم الاولى للجيش السادس كان ناجحا جدا لدرجة ان هتلر تدخل و امر جيش بانزر الرابع
بأن ينضم الى فريق الجيش الجنوبي (أ) الى الجنوب.
نتج ازدحاما هائلا عندما تطلب كلا من الجيش الرابع والسادس الطرق القليلة المتاحة فى المنطقة
وتوقف كلا الجيشان تماما اثناء محاولتهم لازالة الفوضى الناجمة عن الالاف من المركبات
وقد كان التأخير طويلا وقد ادى الى تعطيل التقدم نحو اسبوع على الاقل.
والان مع كون التقدم قد صار بطيئا فقد عدل هتلر عن رأيه واعاد ترتيب الجيش الرابع للهجوم على
ستالينجراد.
وبحلول نهاية يوليو دفع الالمان السوفييت عبر نهر الدون .
عند هذه النقطة اقام الالمان خطوطا دفاعية مستخدمين جيوش حلفائهم من ايطاليا وهنغاريا ورومانيا
الجيش السادس الالمانى لم يكن سوى على بعد بضع العشرات من الكيلو مترات من ستالينجراد
وجيش بانزر الرابع الان الى الجنوب منهم قد تحولت الى شمالا للمساعدة فى الاستيلاء على المدينة.
والى الجنوب مجموعة الجيش أ كانت تدفع الى عمق القوقاز ولكن تقدمهم ادى الى
اعاقة قواتهم المتجهه الى اعماق الجنوب وعدم تقديم الدعم لمجموعة الجيش ب فى الشمال.
الان اصبحت نوايا الالمان واضحة بالنسبة للقادة السوفييت: ففى يوليو تطورت خطط سوفيتية
من اجل الدفاع فى ستالينجراد, والحشود السوفيتية تتحرك شرقا قبل ان تصدر الاوامر للالمان
بالهجوم على ستالينجراد.
الحدود الشرقية لستالينجراد كانت نهر الفولجا الواسع و فوق النهر تم نشر قوات اضافية من السوفييت.
اصبح هذا المزيج من القوات المكونة حديثا الجيش التانى والستين تحت قيادة فاسيلى تشويكوف ,ومهمتها
هى الدفاع عن ستالينجراد بأى ثمن.
3 ) بداية المعركه :
بدأت المعركة مع قصف جوى عنيف للمدينة بواسطة القوات الجوية الالمانية . واصبحت المدينة مقبرة ,فقد لاقى
الكثيرين حتفهم بمجرد بدء المعركة وبدأت المدينة تنهار , وبالرغم من ذلك بقيت العديد من المبانى قائمة وقامت معها
من جديد الروح السوفياتية الوطنية ,فانضم العديد من عمال المصانع فى القتال, واتجهوا الى الخطوط الامامية.
منع ستالين المدنيين من مغادرة المدينة ,لانه رأى فى بقائهم تشجيعا اكبر لأن يكون مقاومة اعظم
منا لمدافعين عن المدينة, المدنيين بمن فيهم النساء والاطفال وضعوا فى العمل لبناء التحصينات
والحماية وغيرها.
تسبب قصف جوى المانى ضخم فى 23 اغسطس فى حدوث حريقا اسفر عن مصرع الالاف وتحول
ستالينجراد الى ساحة من الانقاض المحروقة والركام, وتم تدمير نحو ثمانون فى المئة
من اجمالى المساحة المسكونة فى المدينة.
وقد وقع عبء الدفاع الاولى عن المدينة على ال 1077
مضادة للطائرات (أأ) فوج ، وحدة تتكون اساسا من الشابات المتطوعين الذين ليس لديهم
ادنى تدريب على الاشتباك مع اهداف ارضية.
وبرغم هذا وبدون اى دعم من الوحدات السوفياتية الاخرى بقيت وحدة المدافع فى اماكنها
واخذت فى التصدى لوحدات البانزر المتقدمة.
وعليه افيدت الفرقة الالمانية السادسة عشر بانزر بالتقدم لمكافحة المدفعيون 1077 طلقة بطلقة
حتى تم تدمير كل البطاريات او نفذت منها الذخيرة.
ففى البداية عول السوفيات على ميليشيات العمال التى تتكون من العمال التى لا تشارك بشكل
مباشر فى عملية الانتاج الحربى,ولفترة قصيرة تم مواصلة انتاج الدبابات التى يتم قيادتها بواسطة
طاقم من عمال المصانع المتطوعين, وكان يتم قيادتهم مباشرة من المصنع الى خطوط المواجهة,
وغالبا بدون طلاء او حتى منظار للجبهة.
وبحلول نهاية اغسطس , كان فريق الجيش الجنوبى (ب) قد وصل اخيرا الى الفولجا شمال ستالينجراد
وبحلول الاول من سبتمبر , لم يعد بامكان السوفييت الا ان يعززوا قواتهم ويمدوها بواسطة عبور نهر
الفولجا تحت خطر القصف الالمانى المستمر بالطائرات والمدفعية.
ووسط انقاض المدينة المحطمة , قامت الجيوش السوفياتية 62 و64 والتى تضمنت الفرقة 13 حرس بندقى
بربط خطوط دفاعاتهم بالنقاط القوية فى المنازل و المصانع ,كان القتال ضاريا ويائسا ,فقد انخفضت مدة بقاء
الملازم السوفياتى حيا فى المدينة الى اقل من اربع وعشرون ساعة والظابط السوفياتى الى نحو ثلاث ايام.
قرار ستالين رقم 227 بتاريخ 27 يوليو 1942 ينص على ان كل القادة اللذين يأمرون بقرار دون اذن
يتعرضون للمحاكمة العسكرية , وكان الشعار " ولا خطوة للخلف" .
دفع الالمان الى ستالينجراد منيت بخسائر فادحة.
* قتال الشوارع في ستالينغراد:
المذهب العسكري الالماني كان يقوم على مبدأ فرق مشتركة الاسلحة والتعاون الوثيق من جانب
الدبابات والمشاة والمهندسين والمدفعيه وطائرات الهجوم الارضي.
ولمواجهة هذا الوضع ، اتخذ القادة السوفيات وسيلة بسيطة وهى ابقاء القوات فى الخطوط الامامية
قريبة من بعضها جسديا بقدر المستطاع , وقد سمى شويكوف هذا التكتيك "معانقه" الالمان.
وهذا اجبر المشاة الالمان اما الاعتماد على انفسهم فقط فى القتال او التعرض لخطر الاصابة
بنيران الدعم الخاص بهم, مما ادى الى تحييد الدعم الجوى واضعاف الدعم المدفعى.
واحتدم القتال المرير فى كل شارع , وكل مصنع ,وكل بيت حتى فى مداخل المنازل وعلى السلالم.
كان القتال عديم الرحمة ,وقد تبدل الوضع عدة مرات,حتى انه فى احدى المرات شن السوفييت
هجوما مضادا , خسر فيه السوفييت كتيبة بأكملها مكونة من 10،000 رجل في يوم واحد
ويقال ايضا, هناك المعركة التى كانت فى مبنى المطحنة والتى استمرت نحو اسبوع وكان
الجنود الالمان والسوفييت قريبين جدا من بعضهم لدرجة انهم كانوا يكادون يسمعون انفاس بعضهما
وعندما لاحظ الجنود الالمان ان المقاومة انخفضت للغاية وجدوا نحو اربعين جثة من الجنود الروس.
هذه المقاومة العنيفة فى مبنى المطحن جعلت احدى الفصائل السوفياتية تحت قيادة ياكوف بافلوف
بتحويل بناية سكنية الى حصن منيع -والتى سميت فيما بعد منزل بافلوف-وهى التى كانت تشرف على
ميدان فى وسط المدينة, فقد قام الجنود بتطويق البناية بحقل الغام , ووضع رشاشات ثابتة فى النوافذ,
وخرق الجدران فى الطابق السفلى لتحسين الاتصالات.
وبوضع لا تلوح معه فى الافق اى نهاية , بدأ الالمان فى نقل المدفعية الثقيلة الى داخل المدينة
بمافى ذلك المدفع العملاق ال800ملم والمسمى ب دورا "dora".
لم يبذل الالمان اى جهد لارسال قوات عبر الفولجا ,سامحين بذلك السوفييت الى اقامة عدد
من بطاريات المدفعية هناك ,وقد قامت المدفعية السوفياتية على الضفة الشرقية بقصف المواقع
الالمانية .
وقد قام المدافعين السوفييت باستخدام الاطلال الناتجة كمواقع دفاعية ,حيث اصبحت الدبابات الالمانية
عديمة الفائدة وسط اكوام من الركام تصل الى ثمانية امتار, وعندما تستطيع التحرك تصبح فى مرمى
مضادات الدبابات السوفييت المحتبئن فى حطام المبانى .
وبدأت تظهر بطولات القناصة السوفييت الذين استغلوا بمهارة الاطلال فى ايقاع خسائر فادحة فى
صفوف الالمان , كان انجح القناصة هو "ايفان ميخايلوفيتش سيدرينكو" من الفرقة 1122 بندقيه
السوفياتية الذى تمكن من قنص نحو 500 قبل نهاية الحرب,
ايضا "فاسيلى جريجور زايتسيف" عرف بأنه قتل نحو 242 اثناء المعركة , ويعتقد ايضا انه قتل احد
القناصة الالمان "هاينز ثورفالد" (قصة
درامية في فيلم العدو على الأبواب) ، ولكن معظم المؤرخين يعتقدون أن هذه الحكايه
ملفقة .
بالنسبة لكل من هتلر وستالين اصبحت معركة ستالينجراد مسألة هيبة, واصبح هذا فى مقدمة
الاهمية الاستراتيجية الفعلية للمعركة, فقامت القيادة السوفياتية بنقل الاحتياطى الاستراتيجى للجيش الاحمر
من موسكو الى منطقة الفولجا السفلي , ونقلت الطيران من الدولة بأكملها الى منطقة ستالينجراد.
الضغوط على القادة العسكريين كانت هائلة فى كلا الجيشين : فقد عانى بولوس من حالة متقدمة من
التشنج فى عينه, فى حين عنى تشويكوف من اندلاع الاكزيما التى اقتضت منه ربط يديه واخفائها تماما
بضمادة.
بينما عانت القوات على الجانبين من الضغط المستمر نتيجة الثتال من مسافات قريبة,
*الهجوم على مصنع في ستالينغراد:
وفي تشرين الثاني / نوفمبر ، بعد ثلاثة اشهر من المذبحه والتقدم البطىء المكلف, تمكن الالمان
من الوصول الى ضفاف النهر والاستيلاء على نحو 90 ٪ من اطلاال المدينة وتقسم القوات السوفياتية
الباقية الى جيوب ضيقة , وبالاضافة الى ذلك منع الجليد المتكون القاطرات وقوارب الامداد السويفياتى
من الدفاع عبر النهر.
ولكن لم يتوقف القتال بخاصة على منحدرات اكورغمان وداخل منطقة المصنع فى الجزء الشمالى من المدينة
فقد استمرت بضراوة اكثر من اى وقت مضى.
المعارك من اجل مصنع اكتوبر الاحمر للصلب ومصنع دزيرزهينسكى للجرارات ومصنع بارريكادىللبنادق
قد اصبحت الاشهر فى العالم,فبينما كان الجنود اللسوفييت يدافعون عن مواقعهم و يضعون الالمان فى مجال النيران
كان العمال السوفييت يصلحون الدبابات السوفياتية المتضررة وغيرها من الاسلحة بالقرب من ساحة القتال
، واحيانا على ارض المعركه.
الى هنا كانت كل كفة المعركة برغم البسالة السوفياتية والتضحية تتجه وبقوة تجاه الالمان
جزء من الجبهة الشرقية في الحرب
العالمية الثانية
التاريخ :من 21 اغسطس 1942 الى 2 فبراير 1943
الموقع :ستالينغراد ، الاتحاد السوفياتي
النتيجة :انتصار حاسم السوفياتي
معركة ستالينغراد هي معركة بين المانيا وحلفائها ، والاتحاد السوفياتي
السوفياتي لمدينة ستالينغراد السوفياتيه (المعروفة اليوم فولغوغراد)
كجزء من الحرب العالمية الثانية والتى جرت فى الفترة ما بين 21 اغسطس 1942- 2 فبراير 1943
وكانت نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية في أوروبا ، وقد وكانت معركة دمويه في تاريخ البشريه
ويقدر مجموع الخسائر فوق 1.5 مليون دولار
فى معركة اتسمت
بالوحشيه وتجاهل القتلى العسكريين والمدنيين على الجانبين.
وتشمل المعركة الحصار الالمانى لستالينغراد ، والمعركه داخل المدينة ، والهجوم السوفياتي المضاد الذي حوصر
في النهاية ودمر الجيش الالماني السادس وقوات المحور وغيرها من انحاء المدينة.
** عناصر المعركة:
1) اهمية ستالينغراد
2 ) عملية بلو / الزرقاء
3 ) بداية المعركة
4 )الهجوم السوفياتي المضاد
5 )عملية اورانوس
6 )الجيب
7 ) العملية زحل
8 ) النصر السوفياتي
9 ) إرث
الخلفية :
22 حزيران / يونيو 1941
المانيا ودول المحور غزا الاتحاد السوفياتي ، وتقدم بسرعة في عمق اراضي الاتحاد السوفياتي
السابق. ,
وقد عانى من هزائم متعددة خلال صيف وخريف عام 1941 ، وقيام القوات السوفياتية بهجوم مضاد فى
معركة موسكو في كانون الاول / ديسمبر
لدى استنفاد القوات الالمانيه الغير مهياه لخوض حرب الشتاء
لطاقتها و خطوط الإمداد ، وتوقفت في سعيها نحو العاصمة.
الألمان استقرت على الجبهة بحلول ربيع 1942.
وقد تم نبذ الخطط لشن هجوم اخر ضد موسكو
حيث ان مجموعة قلب الجيش قد تم اضعافها بشكل عنيف.
جزء من الفلسفه الالمانيه العسكرية كان الضرب فى الاماكن الاقل توقعا على الاطلاق
بحيث يمكن تحقيق مكاسب سريعه.
الهجوم على موسكومباشرة اعتبر انه متنبأ به من قبل البعض على الاخص هتلر
الى جانب ذلك فإن القيادة العليا الالمانيه تعلم ان الوقت بدأ يداهمهم ،
حيث ان الولايات المتحدة قد دخلت الحرب بعد الهجوم
الياباني على بيرل هاربور.
هتلر أراد انهاء القتال على الجبهة الشرقية او علي الاقل التقليل منه
قبل ان تكون الولايات المتحدة قد تعمقت فى الحرب فى اوروبا
1 ) أهمية ستالينغراد :
احتلال ستالينغراد كان مهما بالنسبة لهتلر لاسباب عدة ; فقد كانت مدينة صناعيه كبرى على ضفاف نهر الفولغا
(خط نقل حيوى بين بحر قزوين وشمال روسيا) والسيطرة عليها يؤمن الجناح الايسر من
الجيوش الالمانيه حيث انها تقدمت في القوقاز والتى بها كميات كبيرة من النفط مع مراعاة حالة
النقص التى كان يعانيها الجيش الالمانى
واخيرا , فإن حقيقة ان احتلال المدينة التى تحمل اسم جوزيف ستالين- عدو هتلر- كان من شأنه ان يجعل فكرة
احتلال المدينة فكرة دعاءيه للإنقلاب و نصرا رائعا للالمان.
وادرك ستالين هذا الامر جيدا مما دعاه للامربارسال اى شخص قوى بما يكفى
لحمل بندقية (a rifle) الى الحرب.
[2] ومن المعتقد ايضا انه كان ايضا لدى ستالين ايضا نفس الفكر فى الدفاع عن المدينة
التى تحمل اسمه , ولكن تبقى الحقيقة المؤكدة بأن ستالين كان واقعا تحتضغط هائل من
قيود الوقت والموارد.
و يعتقد البعض ان حصار ليننجراد قد دام طويلا بسبب تحويل القوات من ليننجراد الى ستالينجراد
ايضا خلال الحرب الروسية الاهلية قد قام بدور بارز فى دفاع تساريتسين السوفيتى ( تساريتستن=ستالينجراد كما كانت تسمى وقتها)
ضد القوات البيضاء.
ايضا فان الجيش الاحمر فى هذه المرحلة من الحرب كان اقل قدرة على عمليات الحركة الكبيرة عن عمليات الجيش الالمانى.
لذا فان الالتحام داخل المناطق الحضرية الكبيرة فى المنطقة والتى سوف تتم السيطرة فيها بواسطة نيران الاسلحة قصيرة المدى
والصغيرة والمدفعية بدلا من المدرعات والاليات العسكرية , سيؤدى الى تقليل مساؤى الجيش الاحمر مقارنة
بالجيش الالمانى.
2 ) عملية بلو / الزرقاء :
المادة الرئيسية : عملية الازرق
تم اختيار فرقة الجيش الجنوبية للقيام بعملية عدو سريع الى الامام خلال السهول الروسية الجنوبية
نحو القوقاز بغرض الاستيلاء على حقول النفط السوفيتية الحيوية.
حقول النفط تلك كانت هى الهدف الرئيسى لهتلر وبدلا من ان يركز انتباهه على العاصمة موسكو
كما نصحه جنرالاته استمر فى ارسال قواته و المؤن الى الجبهة الروسية الجنوبية.
صيف الهجوم اطلق عليه الاسم الرمزى"القضية الزرقاء" ="Fall Blau"
(وقد تضمنت قوات الجيوش السادس والسابع الالمانيين والبانزر الاول والرابع الالمانيين ايضا)
وفى عام 1941 قامت فرقة الجيش الجنوبية باحتلال جمهورية اوكرانيا الاشتراكية السوفياتية
و تمركزت فى منطقة الهجوم المخطط.
ولكن هتلر تدخل آمرا فرقة الجيش بأن تنقسم الى مجموعتين:
فريق الجيش الجنوبي (أ) ، تحت قيادة (بول ايوالد) و(دفيغ فون كلايست) , كانت لتواصل التقدم جنوبا باتجاه
القوقاز كما هو مخطط مع الجيش السابع و جيش بانزر الاول .
الجيش الجنوبي (ب) ، بالاضافى الى جيش (فريدريش بولوس) السادس وجيش (هيرمان هوث) بانزر الرابع ،
وكان التحرك شرقا باتجاه الفولجا ومدينة ستالينجراد وكان فريق الجيش ب قيادة الجنرال (فون وييشس ).
كان مخططا لبدء عمل العملية بلو اواخر ايار / مايو 1942
بيد ان عددا من الوحدات الالمانية والرومانية المشاركة فى العملية كانت حينها فى عملية حصار
سيفاستوبول شبه جزيرة القرم , لذا فان التأخر فى انهاء الحصار ادى الى تأجيل بداية عملية بلو
عدة مرات , والمدينة لم تسقط الا فى نهاية يونيو.
فى غضون ذلك تم اتخاذ تصرف صغير وهو مناوشة القوات السوفياتيية فى معركة خاكوف الثانية
مما ادى الى استيلائه على عدد كبير من القوات السوفياتيه في 22 ايار / مايو.
واخيرا تم بدء (بلو) حيث بدأت مجموعة الجنوب هجومها على الجنوب الروسى 28 حزيران/ يونيو1942
وقد بدأ الهجوم الالمانى جيدا ,وعلى النحو الاخر لم توفر القوات السوفياتية الا قدرا ضئيلا من
المقاومة فى سهول شاسعة فارغة , بعدها بدأت فى الهرب شرقا فى حالة فوضوية.
و قد فشلت محاولات اخرى عديدة لتكوين الخطوط الدفاعية وذلك عندما قامت الوحدات الالمانية
بتطويق الخطوط الدفاعية السوفياتية.
جيبين رئيسيين تكونا ودمرا , الاول شمال شرق خاركوف فى يوم الثانى من تموز/يوليو ,
والثانى حول ميلليروفو فى منطقة روستوف بعد ذلك باسبوع.
وفى غضون ذلك شن كل من الجيش المجرى الثانى و جيش بانزر الرابع الالمانى هجوما على
فورونيز , مستولين بذلك على المدينة فى الخامس من تموز/يوليو.
*عملية بلو : تقدم الالمان من 7 ايار / مايو 1942 الى 18 تشرين الثاني / نوفمبر
1942
الى 7 تموز 1942 الى 22 تموز 1942 الى 1 اغسطس 1942 الى 18 تشرين الثاني / نوفمبر
1942
التقدم الاولى للجيش السادس كان ناجحا جدا لدرجة ان هتلر تدخل و امر جيش بانزر الرابع
بأن ينضم الى فريق الجيش الجنوبي (أ) الى الجنوب.
نتج ازدحاما هائلا عندما تطلب كلا من الجيش الرابع والسادس الطرق القليلة المتاحة فى المنطقة
وتوقف كلا الجيشان تماما اثناء محاولتهم لازالة الفوضى الناجمة عن الالاف من المركبات
وقد كان التأخير طويلا وقد ادى الى تعطيل التقدم نحو اسبوع على الاقل.
والان مع كون التقدم قد صار بطيئا فقد عدل هتلر عن رأيه واعاد ترتيب الجيش الرابع للهجوم على
ستالينجراد.
وبحلول نهاية يوليو دفع الالمان السوفييت عبر نهر الدون .
عند هذه النقطة اقام الالمان خطوطا دفاعية مستخدمين جيوش حلفائهم من ايطاليا وهنغاريا ورومانيا
الجيش السادس الالمانى لم يكن سوى على بعد بضع العشرات من الكيلو مترات من ستالينجراد
وجيش بانزر الرابع الان الى الجنوب منهم قد تحولت الى شمالا للمساعدة فى الاستيلاء على المدينة.
والى الجنوب مجموعة الجيش أ كانت تدفع الى عمق القوقاز ولكن تقدمهم ادى الى
اعاقة قواتهم المتجهه الى اعماق الجنوب وعدم تقديم الدعم لمجموعة الجيش ب فى الشمال.
الان اصبحت نوايا الالمان واضحة بالنسبة للقادة السوفييت: ففى يوليو تطورت خطط سوفيتية
من اجل الدفاع فى ستالينجراد, والحشود السوفيتية تتحرك شرقا قبل ان تصدر الاوامر للالمان
بالهجوم على ستالينجراد.
الحدود الشرقية لستالينجراد كانت نهر الفولجا الواسع و فوق النهر تم نشر قوات اضافية من السوفييت.
اصبح هذا المزيج من القوات المكونة حديثا الجيش التانى والستين تحت قيادة فاسيلى تشويكوف ,ومهمتها
هى الدفاع عن ستالينجراد بأى ثمن.
3 ) بداية المعركه :
بدأت المعركة مع قصف جوى عنيف للمدينة بواسطة القوات الجوية الالمانية . واصبحت المدينة مقبرة ,فقد لاقى
الكثيرين حتفهم بمجرد بدء المعركة وبدأت المدينة تنهار , وبالرغم من ذلك بقيت العديد من المبانى قائمة وقامت معها
من جديد الروح السوفياتية الوطنية ,فانضم العديد من عمال المصانع فى القتال, واتجهوا الى الخطوط الامامية.
منع ستالين المدنيين من مغادرة المدينة ,لانه رأى فى بقائهم تشجيعا اكبر لأن يكون مقاومة اعظم
منا لمدافعين عن المدينة, المدنيين بمن فيهم النساء والاطفال وضعوا فى العمل لبناء التحصينات
والحماية وغيرها.
تسبب قصف جوى المانى ضخم فى 23 اغسطس فى حدوث حريقا اسفر عن مصرع الالاف وتحول
ستالينجراد الى ساحة من الانقاض المحروقة والركام, وتم تدمير نحو ثمانون فى المئة
من اجمالى المساحة المسكونة فى المدينة.
وقد وقع عبء الدفاع الاولى عن المدينة على ال 1077
مضادة للطائرات (أأ) فوج ، وحدة تتكون اساسا من الشابات المتطوعين الذين ليس لديهم
ادنى تدريب على الاشتباك مع اهداف ارضية.
وبرغم هذا وبدون اى دعم من الوحدات السوفياتية الاخرى بقيت وحدة المدافع فى اماكنها
واخذت فى التصدى لوحدات البانزر المتقدمة.
وعليه افيدت الفرقة الالمانية السادسة عشر بانزر بالتقدم لمكافحة المدفعيون 1077 طلقة بطلقة
حتى تم تدمير كل البطاريات او نفذت منها الذخيرة.
ففى البداية عول السوفيات على ميليشيات العمال التى تتكون من العمال التى لا تشارك بشكل
مباشر فى عملية الانتاج الحربى,ولفترة قصيرة تم مواصلة انتاج الدبابات التى يتم قيادتها بواسطة
طاقم من عمال المصانع المتطوعين, وكان يتم قيادتهم مباشرة من المصنع الى خطوط المواجهة,
وغالبا بدون طلاء او حتى منظار للجبهة.
وبحلول نهاية اغسطس , كان فريق الجيش الجنوبى (ب) قد وصل اخيرا الى الفولجا شمال ستالينجراد
وبحلول الاول من سبتمبر , لم يعد بامكان السوفييت الا ان يعززوا قواتهم ويمدوها بواسطة عبور نهر
الفولجا تحت خطر القصف الالمانى المستمر بالطائرات والمدفعية.
ووسط انقاض المدينة المحطمة , قامت الجيوش السوفياتية 62 و64 والتى تضمنت الفرقة 13 حرس بندقى
بربط خطوط دفاعاتهم بالنقاط القوية فى المنازل و المصانع ,كان القتال ضاريا ويائسا ,فقد انخفضت مدة بقاء
الملازم السوفياتى حيا فى المدينة الى اقل من اربع وعشرون ساعة والظابط السوفياتى الى نحو ثلاث ايام.
قرار ستالين رقم 227 بتاريخ 27 يوليو 1942 ينص على ان كل القادة اللذين يأمرون بقرار دون اذن
يتعرضون للمحاكمة العسكرية , وكان الشعار " ولا خطوة للخلف" .
دفع الالمان الى ستالينجراد منيت بخسائر فادحة.
* قتال الشوارع في ستالينغراد:
المذهب العسكري الالماني كان يقوم على مبدأ فرق مشتركة الاسلحة والتعاون الوثيق من جانب
الدبابات والمشاة والمهندسين والمدفعيه وطائرات الهجوم الارضي.
ولمواجهة هذا الوضع ، اتخذ القادة السوفيات وسيلة بسيطة وهى ابقاء القوات فى الخطوط الامامية
قريبة من بعضها جسديا بقدر المستطاع , وقد سمى شويكوف هذا التكتيك "معانقه" الالمان.
وهذا اجبر المشاة الالمان اما الاعتماد على انفسهم فقط فى القتال او التعرض لخطر الاصابة
بنيران الدعم الخاص بهم, مما ادى الى تحييد الدعم الجوى واضعاف الدعم المدفعى.
واحتدم القتال المرير فى كل شارع , وكل مصنع ,وكل بيت حتى فى مداخل المنازل وعلى السلالم.
كان القتال عديم الرحمة ,وقد تبدل الوضع عدة مرات,حتى انه فى احدى المرات شن السوفييت
هجوما مضادا , خسر فيه السوفييت كتيبة بأكملها مكونة من 10،000 رجل في يوم واحد
ويقال ايضا, هناك المعركة التى كانت فى مبنى المطحنة والتى استمرت نحو اسبوع وكان
الجنود الالمان والسوفييت قريبين جدا من بعضهم لدرجة انهم كانوا يكادون يسمعون انفاس بعضهما
وعندما لاحظ الجنود الالمان ان المقاومة انخفضت للغاية وجدوا نحو اربعين جثة من الجنود الروس.
هذه المقاومة العنيفة فى مبنى المطحن جعلت احدى الفصائل السوفياتية تحت قيادة ياكوف بافلوف
بتحويل بناية سكنية الى حصن منيع -والتى سميت فيما بعد منزل بافلوف-وهى التى كانت تشرف على
ميدان فى وسط المدينة, فقد قام الجنود بتطويق البناية بحقل الغام , ووضع رشاشات ثابتة فى النوافذ,
وخرق الجدران فى الطابق السفلى لتحسين الاتصالات.
وبوضع لا تلوح معه فى الافق اى نهاية , بدأ الالمان فى نقل المدفعية الثقيلة الى داخل المدينة
بمافى ذلك المدفع العملاق ال800ملم والمسمى ب دورا "dora".
لم يبذل الالمان اى جهد لارسال قوات عبر الفولجا ,سامحين بذلك السوفييت الى اقامة عدد
من بطاريات المدفعية هناك ,وقد قامت المدفعية السوفياتية على الضفة الشرقية بقصف المواقع
الالمانية .
وقد قام المدافعين السوفييت باستخدام الاطلال الناتجة كمواقع دفاعية ,حيث اصبحت الدبابات الالمانية
عديمة الفائدة وسط اكوام من الركام تصل الى ثمانية امتار, وعندما تستطيع التحرك تصبح فى مرمى
مضادات الدبابات السوفييت المحتبئن فى حطام المبانى .
وبدأت تظهر بطولات القناصة السوفييت الذين استغلوا بمهارة الاطلال فى ايقاع خسائر فادحة فى
صفوف الالمان , كان انجح القناصة هو "ايفان ميخايلوفيتش سيدرينكو" من الفرقة 1122 بندقيه
السوفياتية الذى تمكن من قنص نحو 500 قبل نهاية الحرب,
ايضا "فاسيلى جريجور زايتسيف" عرف بأنه قتل نحو 242 اثناء المعركة , ويعتقد ايضا انه قتل احد
القناصة الالمان "هاينز ثورفالد" (قصة
درامية في فيلم العدو على الأبواب) ، ولكن معظم المؤرخين يعتقدون أن هذه الحكايه
ملفقة .
بالنسبة لكل من هتلر وستالين اصبحت معركة ستالينجراد مسألة هيبة, واصبح هذا فى مقدمة
الاهمية الاستراتيجية الفعلية للمعركة, فقامت القيادة السوفياتية بنقل الاحتياطى الاستراتيجى للجيش الاحمر
من موسكو الى منطقة الفولجا السفلي , ونقلت الطيران من الدولة بأكملها الى منطقة ستالينجراد.
الضغوط على القادة العسكريين كانت هائلة فى كلا الجيشين : فقد عانى بولوس من حالة متقدمة من
التشنج فى عينه, فى حين عنى تشويكوف من اندلاع الاكزيما التى اقتضت منه ربط يديه واخفائها تماما
بضمادة.
بينما عانت القوات على الجانبين من الضغط المستمر نتيجة الثتال من مسافات قريبة,
*الهجوم على مصنع في ستالينغراد:
وفي تشرين الثاني / نوفمبر ، بعد ثلاثة اشهر من المذبحه والتقدم البطىء المكلف, تمكن الالمان
من الوصول الى ضفاف النهر والاستيلاء على نحو 90 ٪ من اطلاال المدينة وتقسم القوات السوفياتية
الباقية الى جيوب ضيقة , وبالاضافة الى ذلك منع الجليد المتكون القاطرات وقوارب الامداد السويفياتى
من الدفاع عبر النهر.
ولكن لم يتوقف القتال بخاصة على منحدرات اكورغمان وداخل منطقة المصنع فى الجزء الشمالى من المدينة
فقد استمرت بضراوة اكثر من اى وقت مضى.
المعارك من اجل مصنع اكتوبر الاحمر للصلب ومصنع دزيرزهينسكى للجرارات ومصنع بارريكادىللبنادق
قد اصبحت الاشهر فى العالم,فبينما كان الجنود اللسوفييت يدافعون عن مواقعهم و يضعون الالمان فى مجال النيران
كان العمال السوفييت يصلحون الدبابات السوفياتية المتضررة وغيرها من الاسلحة بالقرب من ساحة القتال
، واحيانا على ارض المعركه.
الى هنا كانت كل كفة المعركة برغم البسالة السوفياتية والتضحية تتجه وبقوة تجاه الالمان