۩۞۩ هام : السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام ق 5 الجزء الخامس ۩۞۩

أعوذ بالله من الشيطان الرجيـــم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ثم الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانــه
مالك الملك ذو القوة المتيــــن خالق الخلق ومدبـــر الأمر
ثم الصلاة والسلام على السراج المنيـــر قائد الصحابــــة
والمجاهدين وعلى آله وصحبه ومن سار بسنته إلى يوم
العرض واللقاء
.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و بعـد :...........................

نصرة لله
نصرة لدين الله
نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
نصرة لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
نصرة لصحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعين
نصرة للإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
نصرة للمرابطين القانتين الثابثين الزاهدين

أقدم
السلسلة العلمية المختصرة

500479.gif


بعنوان

ديننا الإسلام
جميع الحقوق محفوظة لكافة المسلمين
في الطباعة والنشر والتوزيع

الجزء الخامس

درس اليـــــــــــــــــــــــــــــوم

التوحيد حق الله على العباد


توحيد الألوهية ( الإلاهية )
[FONT=&quot]

[FONT=&quot]موعدنا اليوم أيها الأحباب الكــرام مع ثاني قسم من أقســــــــــام[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]التوحيــد[/FONT][FONT=&quot]حق الله على العباد[/FONT][FONT=&quot] الذي لأجله خلقت السموات والأرض[/FONT][FONT=&quot]
وخلقـت الخليقة جمعاء وهو الغايـــــة العظمى والمقصود الأسمى
الذي لأجله خلقت الجنة والنار و[/FONT]
[FONT=&quot]قام سوق الجهاد بين المؤمنيـــن[/FONT][FONT=&quot]
والكفــار[/FONT]
[FONT=&quot] ولأجله أنزلت الكتب وأرسلت الرسل مبشرين ومنذريــن[/FONT][FONT=&quot]
لئ[/FONT]
[FONT=&quot]لا يكون للناس حجة بعد ذلك[/FONT][FONT=&quot] .

فأرجوا من إخواني وأحبابي التركيز جيدا مع هذا الدرس
لما له من أهمية قصوى في إيضاح معنى


[/FONT]
[FONT=&quot]لاإله إلا الله

[/FONT]
[FONT=&quot] معاشر الموحدين يقول ربنا جل جلاله في كتابه العزيز

[/FONT]
[FONT=&quot]إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين[/FONT][FONT=&quot]
القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون
[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين[/FONT][FONT=&quot]
لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين[/FONT]
[FONT=&quot]

[/FONT]
[FONT=&quot]إن الحكم إلا لله عليه توكلت[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]
أجمع علماء الأمة على أن توحيد الألوهية هو إفراد الله جل وعلا
بكافة أنواع [/FONT]
[FONT=&quot]العبــــــادات الظاهرة والباطنة قولا وعملا[/FONT][FONT=&quot] فالألوهيـة[/FONT][FONT=&quot]
في اللغة مأخوذة من آله إلاهة وألوهة وهي العبادة والجمع آلهـة
والإله هو المعبود بحق وهو الله عز وجل .

فالفرق بين توحيد الربوبيــــــــــة كما بينت في الدرس السابق و
وتوحيد الألوهية الذي هو محور درسنا اليـــــوم يتجلى في نقاط
منهـــــــــــــــــــــا :


-
1 من جهـــــــــــــــة الإشتقـــــــــــــاق :

الربوبية : مشتقة من اسم الله " الرب " .

-
الألوهية : مشتقة من لفظِ " الإِله " كما سلف أعلاه



-
2 من جهة المتعلقـــــــــــــــــــــــــات :

الربوبية : متعلقة بالأمور الكونية كالخلق والإحياء والإماتة
ونحوهــــــــــــــــــــــــــــــــا .

-
الألوهية : متعلقة بالأوامر والنواهي من الواجب والمحرم
و المكــــــــــــــــــــــــــــــــروه....... .


-
3 - من جهــــــــــــــة الإقــــــــــــــــــرارِ :

الربوبية : أقر بها المشركون زمن النبي صلى الله عليه وسلم

-
الألوهية : رفضوها فكانوا كفارا تحل دماءهم وأموالهم


-
4 - من جهــــــــــــــــــــــــة الــــــــدلالة :

الربوبية : مدلولها [/FONT]
[FONT=&quot]علمـــي[/FONT][FONT=&quot] .

- الألوهية : مدلولها [/FONT]
[FONT=&quot]عملــــــــــــي [/FONT][FONT=&quot].

5 - من جهة الإستلـــــــــــــزام والتضمن :

- الربوبية : تستلزم توحيد الألوهية حتى تتحقق وإلا يكون حال
المقر بها كحال قريش الذين رفضوا الألوهية لله جل جلاله .

- الألوهية : متضمنة توحيد الربوبية تلقائيا .

6 - من جهة الدخولِ في الإسلام وعدمه :

- الربوبية : لا تدخل من آمن بها في الإسلام .

لأن المراد ب[/FONT]
[FONT=&quot]توحيد الألوهية[/FONT][FONT=&quot] هو : إخـــلاص العبادة لله تعالى وحده[/FONT][FONT=&quot]
لا شريك له والعبــــــــادة هي " [/FONT]
[FONT=&quot]اسم جامـــــع لكل ما يحبــــه الله[/FONT][FONT=&quot]
ويرضاه[/FONT]
[FONT=&quot]" [/FONT][FONT=&quot]فلا يحكم الحاكم إلا بشرع الله ولا يتحـــــــاكم العبد إلا[/FONT][FONT=&quot]
لحكـــم الله[/FONT]
[FONT=&quot] لأن [/FONT][FONT=&quot]الحكم والتشريع[/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot]سن القوانين[/FONT][FONT=&quot] والقيم والموازيـن[/FONT][FONT=&quot]
يعتبر من أخص خصوصيات [/FONT]
[FONT=&quot]الإلهية[/FONT][FONT=&quot] فمن ادعـاه لنفسه من دون[/FONT][FONT=&quot] -
أو مع - الله عز وجل فقد ادعى [/FONT]
[FONT=&quot]الألهية[/FONT][FONT=&quot] وزعمها لنفسه اختصاصا[/FONT][FONT=&quot]
وعملا وجعل من نفسه نـــــدا لله عز وجل في أخص خصوصياته
وبالتالي [/FONT]
[FONT=&quot]من أقر له بهذا الحق وتحاكم إليه[/FONT][FONT=&quot]- من دون أو مــع الله
- فهو داخــل في عبادته من دون الله أقر بذلك أم لم يقـــــــــــــــر
[/FONT]
[FONT=&quot]علم أم جهـــــــل[/FONT][FONT=&quot] .

قال الملك القدوس في كتابه الكريم
[/FONT]
[FONT=&quot]إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم[/FONT][FONT=&quot]
ولكن أكثر الناس لا يعلمون[/FONT]
[FONT=&quot]

هنا نجد أن السميع العليم طرح نفيا بعده إثبـــــات يفيــــد الحصر
والقصر أنه ليس لكائن من كان
[/FONT]
[FONT=&quot]الحكم[/FONT][FONT=&quot] أو [/FONT][FONT=&quot]التشريــع[/FONT][FONT=&quot] أو [/FONT][FONT=&quot]القضاء[/FONT][FONT=&quot] أو[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]الأمـــر[/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot]النهي[/FONT][FONT=&quot]...... لأحد إلا لله تبارك وتعالى .

قال السلام المهيمن في كتابه العزيز

[/FONT]
[FONT=&quot]وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهـــــم[/FONT][FONT=&quot]
أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما
يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من النـــاس
لفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكمـا
لقوم يوقنــــــــــــــــــون .

[/FONT]
[FONT=&quot]قال بن كثير رحمـــه الله : وقوله[/FONT][FONT=&quot] : ( [/FONT][FONT=&quot]فاحكم بينهم بما أنزل الله [/FONT][FONT=&quot])
أي فاحكم يا محمد بين الناس عربهم وعجمهم أميهم وكتابيهـم
بما أنزل الله إليك في هذا الكتاب العظيم وبما قرره لك من حكــم
من كان قبلك من الأنبيـــــــــــاء .

قال ابن أبي حاتم : كان النبي صلى الله عليه وسلم مخيـــــــرا إن
شاء حكم بينهم وإن شاء أعرض عنهم فردهم إلى أحكامهـــــــــم
فنزل قوله تعالى : [/FONT]
[FONT=&quot]وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم[/FONT][FONT=&quot]
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهـــــــــم بما في
كتابنـــــــــــــــــــــــا .

ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريــــــرة أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : " [/FONT]
[FONT=&quot]نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننـا واحد[/FONT][FONT=&quot]
يعني بذلك [/FONT]
[FONT=&quot]التوحيــــد[/FONT][FONT=&quot] الذي بعث الله به كل رسول أرسله وضمنه[/FONT][FONT=&quot]
كل كتاب أنزله كما قال تعالى : ( [/FONT]
[FONT=&quot]وما أرسلنا من قبلك من رسول[/FONT][FONT=&quot]
إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون[/FONT]
[FONT=&quot]) وقال أيضا : ( [/FONT][FONT=&quot]ولقـــــد[/FONT][FONT=&quot]
بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت[/FONT]
[FONT=&quot])

ثم قال جل جلاله ( [/FONT]
[FONT=&quot]واحذرهم أن يفتنــــوك عن بعض ما أنزل الله[/FONT][FONT=&quot]
إليك[/FONT]
[FONT=&quot] ) أي : احذر أعداءك اليهود أن يدلسوا عليـــــــك الحق فيما
ينهونه إليك من الأمور فلا تغتر بهم إنهم [/FONT]
[FONT=&quot]كذبة كفرة خونة[/FONT][FONT=&quot] .

( [/FONT]
[FONT=&quot]فإن تولوا[/FONT][FONT=&quot] ) أي عما تحكم به بينهم من الحق وخالفــــوا شرع
الله ( [/FONT]
[FONT=&quot]فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم[/FONT][FONT=&quot]) أي : فاعلم
أن ذلك كائن عن قدر الله وحكمته فيهم أن يصرفهـــــم عن الهدى
لما عليهم من الذنوب السالفة التي اقتضت إضلالهم ونكالهــــــم
( [/FONT]
[FONT=&quot]وإن كثيرا من الناس لفاسقون[/FONT][FONT=&quot] )
أي : أكثر الناس خارجون عن طاعة ربهم مخالفون للحق ناؤون
عنه كما قال تعالى : ( [/FONT]
[FONT=&quot]وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين[/FONT][FONT=&quot]) .

وقال تعالى : [/FONT]
[FONT=&quot]وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله[/FONT][FONT=&quot]

وهنا يبين [/FONT]
[FONT=&quot]ابن كثير رحمه الله[/FONT][FONT=&quot] قول الملك القدوس [/FONT][FONT=&quot]
([/FONT]
[FONT=&quot] أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون [/FONT][FONT=&quot])

ينكر تعالى على من خــرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل
خير الناهي عن كل شر وعــــدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء
والإصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما
كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات ممـــــــــا
يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياســــات
الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان الذي وضع لهـــم [/FONT]
[FONT=&quot]الياسق[/FONT][FONT=&quot]
وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شــــرائع
شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وفيها كثيـــر من
الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعـــــــا
متبعا يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسولــــــه صلى الله
عليه وسلـــــــــــــــــــم .

[/FONT]
[FONT=&quot]فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله[/FONT][FONT=&quot]

ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يحكم سواه في قليل ولا كثيــــر
قال الله تعالى : ( [/FONT]
[FONT=&quot]أفحكم الجاهلية يبغون [/FONT][FONT=&quot]) أي : يبتغون ويريـدون
وعن حكم الله يعدلون ( [/FONT]
[FONT=&quot]ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون[/FONT][FONT=&quot] )
أي : ومن أعدل من الله في حكمه لمن عقل عن الله شرعه وآمـن
به وأيقن وعلم أنه تعالى أحكم الحاكمين وأرحم بخلقه من الوالدة
بولدها فإنه تعالى هو العالم بكل شيء القادر على كـــــــــل شيء
العادل في كل شيء .

فتوحيد الألوهية أيها الأحباب هو إفراد الله تعالى بكافــــــة أنـواع
العبادات كما قلت من حكم وتحاكم وتشريع وصلاة وزكاة وحــــج
وصيام وخشية ورهبة وخوف ومحبة ورجاء وإنابة وسجـــــــود
وركوع وتوكل واستغاثة وذبح ونذر ونحو ذلك.....
فمـــن صرف
شيئا منها لغير الله يكون مشركا لقوله جل جلاله

[/FONT]
[FONT=&quot]ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه[/FONT][FONT=&quot]
إنه لا يفلح الكافــــــــــــــرون


[/FONT]
[FONT=&quot]فتوحيد الألوهية نتيجة حتمية ل[/FONT][FONT=&quot]توحيد[/FONT][FONT=&quot] الربوبية[/FONT][FONT=&quot] إذ أن [/FONT][FONT=&quot]توحيـــــــــد[/FONT][FONT=&quot]
الربوبية[/FONT]
[FONT=&quot] لا يكفي وحده ولا يقبله الله حتى يتحقق معه [/FONT][FONT=&quot]توحيـــــــد[/FONT][FONT=&quot]
الألوهية[/FONT]
[FONT=&quot] فهما متكاملان فكما أن الله تعالى لا يشاركـــــــه أحد في[/FONT][FONT=&quot]
الخلق والرزق فكذلك لا يشاركه أحد في [/FONT]
[FONT=&quot]العبادة[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو ما جــاء[/FONT][FONT=&quot]
جميع الرسل لتأكيده والسبب في تسميته [/FONT]
[FONT=&quot]بتوحيد الألوهية[/FONT][FONT=&quot] تعلقـــه[/FONT][FONT=&quot]
ب[/FONT]
[FONT=&quot]ألوهية الله[/FONT][FONT=&quot] ووحدانيته كما قال تعالى[/FONT][FONT=&quot] : [/FONT][FONT=&quot]قل هو الله أحد[/FONT][FONT=&quot] .

ويقال له : توحيد العبادة باعتبارين

الأول إضافته إلى الله فسمي : [/FONT]
[FONT=&quot]توحيد الألوهية[/FONT][FONT=&quot] .
الثاني : إضافته إلى الخلق فسمي [/FONT]
[FONT=&quot]توحيد العبادة [/FONT][FONT=&quot].

وهو إفراد الله عز وجل بالعبـــادة الخالصة لأنها حق الله تعالى لا
يجوز صرف شيء منها لغيره ولكائن من كان ومن صرف شيئــا
منها لغيره فقد [/FONT]
[FONT=&quot]أشرك بالله[/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot]كفر[/FONT][FONT=&quot] و [/FONT][FONT=&quot]ظلم[/FONT][FONT=&quot] و [/FONT][FONT=&quot]فسق[/FONT][FONT=&quot] .

فالعبادة لدينا هنا تطلق على شيئين :

الأول : التعبد فهي بمعنى التذلل لله عز وجل بفعل أوامـــــــــــــره
واجتناب نواهيه محبة وتعظيمـــــــــــــــــا .

الثاني : المتعبد به فمعناها كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه
الله اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمـــــــال
الظاهرة والباطنة .

فالعبادة تنقسم إلى ثلاث أقسام : [/FONT]
[FONT=&quot]قولية[/FONT][FONT=&quot] و [/FONT][FONT=&quot]فعلية[/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot] قلبية[/FONT][FONT=&quot] .

مثال ذلك : الصلاة فعلها عبادة وهو التعبد ونفس الصلاة عبـــادة
وهو المتعبـــــــــــــــــــــد به .

فإفراد الله بهذا التوحيد : أن تكون عبدا لله وحده تفرده بالتـــــذلل
محبة وتعظيمـــــــــــا قال تعالى ( [/FONT]
[FONT=&quot]لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد[/FONT][FONT=&quot]
مذموماً مخــــــــــــــــــــــــــــــذولا [/FONT]
[FONT=&quot])

وقال تعالى ( [/FONT]
[FONT=&quot]الحمدلله رب العالمين [/FONT][FONT=&quot]) .

فوصفه سبحانه بأنه رب العالمين كالتعليل لثبوت الألوهيــــــة له
فهو الإله لأنه رب العالمين وقال تعالى ( [/FONT]
[FONT=&quot]يا أيها الناس اعبـــــدوا[/FONT][FONT=&quot]
ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم [/FONT]
[FONT=&quot]) فالمنفرد بالخلــــــــــــــق هو
المستحقّ للعبـــــــــــــــــــــــادة .

قال العلامةُ ابن القيمِ ـ رحمه الله تعالى ـ : " [/FONT]
[FONT=&quot]أما جمع توحيــــــــد[/FONT][FONT=&quot]
الألوهية فهو : أن يجمع قلبه وهمه وعزمه على الله وإرادتــــــــه
وحركاته على أداء حق الله والقيامِ بعبوديته سبحانه فتجتمـــــــع
شؤون إرادته على مراده الديني الشرعي[/FONT]
[FONT=&quot]" .

ولذا سميت هذه الكلمة : كلمة التوحيد فلا يكون العبــــد داخلا في
الإسلام بدونها ولا يقبل إسلامه إلا بها وفي ذلك يقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم :

(( [/FONT]
[FONT=&quot]أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهــــــــدوا أَن لا إله إِلا الله وأني[/FONT][FONT=&quot]
رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إِلا بِحقهـــا
وحسابهم على الله[/FONT]
[FONT=&quot] )) متفق عليه .

فهذا التوحيد هو الغاية من خلق الجن والإنس قال تعالى : { [/FONT]
[FONT=&quot]وما[/FONT][FONT=&quot]
خلقتُ الجنَّ والإنس إلاَّ ليعبــــــــــــــــــــــدون [/FONT]
[FONT=&quot]} .

وفي الختام نستنتج أيها الأحباب الكرام أن أركان العبادة ثلاثـــــة
كما نص عليها أهل العلم وهي :

العبادة تكون بثلاثة أركان :

1- الحب . حب الله

2- الخوف . الخوف من الله

3- الرجاء . الرجاء من الله

ف
الحب وحده لا يكفي حتى تتحقق الأركان الثلاث بدليـــل فضح الله تعالى
للكفار قولهم / قال تعالى :
وقالت اليهـــــــــود والنصارى نحن أبناء الله
وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكـــم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء
ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصيـر

سورة المائدة .


كذلك الخوف وحده دون الأركان الثلاث مصيبـــــــة كبرى بدليل قصة أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سألــــت رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
لم تقضي الحائض الصيــــام ولا تقضي الصلاة : قال أحروريــة
أنت
؟ .

ومعنى كلمة حرورية آتية من معنى حروري أي خارجي فالخوارج كانوا
في مدينة إسمها حروراء .

أما الرجاء وحده دون الحب بدليل العمل ودون الخوف بدليل هجر الجدل
فهو إرجاء وزندقة لأنه لا محل فيه لقول الله تعالى :
اعلموا أن الله شديد
العقاب
.

وقوله تعالى :
وإن الشياطيــــن ليوحـــــــــون إلى أوليائهم ليجادلوكم .

وقوله تعالى :
فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين .


وعليه لا بد لنا كمؤمنين من التمعن والتركيز على الأمور الآتية
[/FONT]
[FONT=&quot]
الإخلاص[/FONT]
[FONT=&quot] : ويسمى توحيد المراد فلا يكون للعبـــد مراد غيـــــــــــر مراد
واحد وهو الله - سبحانه وتعالى - فلا يزاحمه مــــــــــــراد آخر .

قال الله تعالى : و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفـــــــــاء
و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة و ذلك دين القيمة
.

[/FONT]
[FONT=&quot]الصدق[/FONT][FONT=&quot] : ويسمى توحيد إرادة العبد وذلك بأن يبـــــــــــذل جهده وطاقتـه
في عبادة ربــــــــــــــــه .

قال الله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهـــــم
من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلـــوا تبديلا ليجزي الله الصادقين
بصدقهم ويعذب المنافقيـــــــــن إن شاء أو يتــــــــوب عليهم إن الله كان
غفورا رحيما
.

توحيد الطريق ([/FONT]
[FONT=&quot] المتابعة[/FONT][FONT=&quot] ) : وهو المتابعة للرسول - صلى الله عليــــــه
وسلــــــــــــــــــــــــــــــــــم

قال الله تعالى : من يطع الرســــول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك
عليهم حفيظا ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير
الذي تقول والله يكتب ما يبيتــــــــــــــون فأعرض عنهم وتوكل على الله
وكفى بالله وكيلا
.

لذا فإن فمن مسميات توحيد الألوهية عند العلماء قولهم :

[/FONT]
[FONT=&quot]توحيد الإرادة [/FONT][FONT=&quot]: تضمنه الإخلاص وتوحيد الإرادة والمراد فهو مبني على
إرادة وجه الله بالأعمال .

[/FONT]
[FONT=&quot]توحيد الطلب[/FONT][FONT=&quot] : تضمنه الطلب والدعاء من العبد لله .

[/FONT]
[FONT=&quot]توحيد القصد[/FONT][FONT=&quot] : مبني على إخلاص القصد المستلزم لإخلاص العبـــــــادة
لله وحـــــــــــــــــــــده .

[/FONT]
[FONT=&quot]التوحيد الفعلي[/FONT][FONT=&quot] : تضمنه أفعال القلــــــــــوب والجــــــــــــــــــــــــــوارح


[/FONT]
هذا والحمد لله رب العالمين
***************
التوحيد حق الله على العباد

الولاء و البراء
متابعة
[/FONT]
توحيد الألوهية


ذاك ما سيتم تفصيله في الدرس القادم بعون الله تعالى ومدده

ومن كان من الإخوة له أي سؤال بخصوص
هذا الدرس حصرا فليتفضل مشكورا




تحميل الدرس كملف وورد
على روابط متعددة






الكــــــــاتب : أخوكـــــــــم في الله
العبد الفقيـر : حذيفــــة بن اليمان




هذا والحمد لله رب العالمين


[SIZE=+0][SIZE=+0][SIZE=+0]والله أكبر
{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }
[/SIZE][/SIZE][/SIZE]
75060_Nusra.png

1196281512wh9bj0.gif





pu71xtvdkrts.gif