حكم استثمار البيتكوين

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
حكم استثمار البيتكوين

2679-cached.jpg


البيتكوين

يمكن تعريف البيتكوين على أنَّها عملة افتراضية أو وهمية لها شيفرات أو رموز محدّدة يضعها شخص غير معروف، ويُقالُ إنَّ اسمه “ساتوشي ناكاموتو”، وهذه العملات تشبه العملات الحقيقية المعروفة -كاليورو والدولار- شبهًا كبيرًا من حيث القيمة، فهي عملات تُباع بها البضائع وتُشترى ولها قيمة حقيقية كأي عملة، ولكنها تختلف في كونها وهمية وليس لها وجود حقيقيُّ، فهي مجرد أرقام على الانترنت مشفرة بكلمات سرٍّ تخصُّ صاحب كلِّ قيمة، وهذا المقال مخصصٌ للحديث عن حكم استثمار البيتكوين في الإسلام.

حكم استثمار البيتكوين

كما وردَ سابقًا إنَّ البيتكوين هي عملة إلكترونية رقمية وهمية يتم البيع والشراء بها تمامًا كأي عملة حقيقية أخرى، وهي حديثة العهد، حيث ظهرت في السنوات الأخيرة، وكانت نتيجة من نتائج التطوّر التكنولوجي الحديث، والسؤال الذي يطرق الأذهان في هذا المقام، هو ما حكم استثمار البيتكوين وباقي العملات الإلكترونية إذا وُجِدت في الإسلام، وبالنسبة لحكم استثمار البيتكوين والعملات الإلكترونية بشكل عام فهو على الشكل الآتي:
ليس هناك حرج أو تحريم في استثمار العملات الإلكترونية عر الانترنت بشرط أن يتم اجتناب كلُّ ما فيه حرام في عملية الاستثمار هذه من كذب ونفاق وغير ذلك، ويجب مراعاة الضوابط الشرعية في عملية الشراء والبيع باستخدام هذه العملات الرقمية الإلكترونية، وجدير بالذكر في هذا المقام أنَّه لا حرجَ أيضًا في الرسوم أو المبالغ التي تأخذها الشركات التي تختص في عمليات البيع والشراء الإلكترونية وتسيير أمور البائع والمُشتري.

موقف الإسلام من التكنولوجيا
بعد الحديث عن حكم استثمار البيتكوين فإنَّه جدير بالذكر بعد الحديث في أيّ فتوى شرعية تختص بأمور التكنولوجيا أن يتمّ توضيح موقف الدين الإسلاميِّ من التكنولوجيا التي لم تكن موجود في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويجب القول إنَّ الإسلام لم يقفْ موقف المعارض من هذه التكنولوجيا الحديثة بل أيّد ودعا إلى ضرورة العمل على العملية التطويرية التي تقوم بشكل رئيس على العقل، وقد دعا الإسلام إلى إعمال العقل في كثير من الآيات القرآنية، قال تعالى: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” 3)، لذلك فإنَّ الإسلام حثَّ على العلم والصناعات التي فيها منفعة للناس أجمعين، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: “اِحرِصْ على ما ينفَعُك ولا تعجِزْ؛ فإنْ غلَبك شيءٌ، فقُلْ: قدَرُ اللهِ وما شاء وإيَّاك واللَّوَّ فإنَّ اللَّوَّ تفتَحُ عملَ الشَّيطانِ”.
لذلك لا شكَّ أنَّه لا ضرر ولا ضرار في الصناعات الحديثة والتكنولوجيا التي وصلَ إليها العلم الحديث والتي فيها منافع للناس في كلِّ شؤون حياتهم، شرط ألّا تكون هذه الصناعات مخالفة لشرع الله تعالى، كأنْ يلبس الرجل مثلًا لباسًا حديثًا فيه من الحرير ما فيه لأن الإسلام حرّم لبس الحرير على الرِّجال، فما أحدث من هذه الصناعات معارضة لشرع الله تعالى فيجب اجتنابه وما وافق فلا بأس به ولا بدعَ، والله تعالى أعلم .