راكضون خلف الذهب

12 سبتمبر 2010
29
0
0
راكضون خلف الذهب

بقلم : هشام ابراهيم الاخرس

في كل حي من احيائنا هناك شلة من الناس متخصصون في البحث عن الذهب و تجد لهم قصص غريبة في رحلات البحث المضنية و جميعهم لهم حكايا مع الجن و مع الشيوخ المغاربة والرصد و الأفاعي المحفورة على الصخور و لهم عدد خاصة من الفؤوس و المجارف و ربما حدثكم احدهم عن انه أستأجر جهاز للكشف عن الذهب بإصدار تنبيه على شكل زامور ما ، و ربما حدثكم أيضاً احدهم عن البحث بالقرب من سكة الخط الحجازي او في أمكنة تتواجد فيها القصور الرومانية أو البزنطية أو بعض الأثار التركية و مخلفات الأموين و غيرهم .
قصص متشابهه لنفس الشخوص في كل قريه و حي و مدينة و ربما بلد ، نفس الحكايا و نفس القصص و نفس الروايات ولابد سمعنا من أحدهم أنه كان قاب قوسين أو ادنى من الكنز و لظروف ما أجل عمله للغد و عند عودته وجد أن كل شيئ قد ذهب .
تجد ان الباحثون عن الذهب جميعهم يعانون من أمراض نفسية و عندهم مشاكل مع زوجاتهم و يعيشون حالة فقر قوية وكلهم مديونون وفي (زنقة) مالية و ربما منهم من فقد أيمانه بالقضاء و القدر و بتقادير الرزق من عند الله .
موروثهم متتالي منذ عهد بعيد و هم نفس الأشخاص لو تغيرت أشكالهم و صفاتهم و أعمارهم .
أنا شخصيآ خضت تجربة البحث عن الذهب ذات فقر و جوع و كنت مثل المجانين استيقظ عند الساعة الواحدة فجرآ و احمل العدد و اللاوازم في كل أنواع الأجواء من حر و برد و رياح و كنت أخوض التجربة مع رفاق الفقر دون تعب أو ملل و دونما فقدان للأمل و أذكر حفرة حفرناها تتسع لمركبة كبيرة و في النهاية لم نحصد الإ الإرهاق و التعب و الكد و العرق .
هي تجربة لعالم أخر عالم من العاطلين عن الأمل و العمل و هم أناس تشبثوا بالوهم و الحلم وتعلقوا بحبال هواء أسمها دفائن وكنوز وحلم بعيد بالغنى السريع

انا شخصياً لا اؤمن بأي نوع من هذة الاكاذيب وعندي ايمان مطلق بأن رزق الانسان هو مقدر له دون عناء وما يكتب لك سوف تأخذه برغم انف الرصد وكل شيوخ المغرب والمشرق .
ما دفعني للكتابة عن الذهب والدفائن هي رواية رواها لي صديق عمل صباح اليوم وقال لي ان هذه الرواية حصلت معه بالامس وهي نفس الرواية التي سمعتها الف مرة قبل روايتها منه أنها قصص متكررة لنفس الحكاية وتكاد تكون حلقات لمسلسل سيء الاخراج ممل ومقيت .

متى سيؤمن الباحثون عن الوهم بقضاء الله وقدره وبالرزق انه مكتوب في لوح محفوظ ؟
ومتى سيدركوا ان كل هذا التعب والارهاق لم يجني لهم سوى المتاعب و مطاردة رجال الامن وأعين الناس وسيجلب لهم هدراً فيما تبقى لهم من مال وما تبقى لهم صحة و نشاط ؟
هل من المعقول ان تكون وصلت الامور عندهم لحد الادمان ؟؟

ربما ....


هشام ابراهيم الاخرس

شبكة الشباب الإخبارية