۩۞۩ هام : السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام ق 7 تتمة درس الولاء والبراء ۩۞۩

pu71xtvdkrts.gif


أعوذ بالله من الشيطان الرجيـــم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ثم الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانــه
مالك الملك ذو القوة المتيــــن خالق الخلق ومدبـــر الأمر
ثم الصلاة والسلام على السراج المنيـــر قائد الصحابــــة
والمجاهدين وعلى آله وصحبه ومن سار بسنته إلى يوم
العرض واللقاء .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و بعـد :...........................

نصرة لله
نصرة لدين الله
نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
نصرة لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
نصرة لصحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعين
نصرة للإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
نصرة للمرابطين القانتين الثابثين الزاهدين

أقدم
السلسلة العلمية المختصرة


500479.gif




بعنوان


ديننا الإسلام
جميع الحقوق محفوظة لكافة المسلمين
في الطباعة والنشر والتوزيع

الجزء السابع

درس اليـــــــــــــــــــــــــــــوم

التوحيد حق الله على العباد
توحيد الألوهية ( الولاء والبراء )


موعدنا اليوم أيها الأحباب الكرام مع الدرس الســابع من دروس
العقيدة المحمدية التي نزل بها الروح الأمين على قلـب محمــد بن
عبد الله الأمين صلى الله عليه وسلم


تتمة

الــــــــــولاء والبــــــراء



الولاء
هو : عقد النية على فعل أمر ابتغـــــــاء مرضات الله أي أن
تقصد بعملك إرضاء الله تحقيقا لأمره جل جلاله بحـــــــــــــب منك
وطواعية خالصة من قلبك ظاهرة على جوارحك .

البراء هو : عقد النية على ترك أمر ابتغـــــــاء مرضات الله أي أن
تقصد بتركك لذاك العمل إرضاء الله وتحقيقا لأمره جل جلاله بحب
منك وطواعية خالصة من قلبك ظاهرة على جوارحك .

وهذا ما ورد معناه في حديـــــث ابن عباس رضي الله عنهما حيث
قال :
( من أحب في الله وأبغــض في الله ووالى في الله وعادى في
الله فإنما تنال ولاية الله
بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت
صلاته وصومه حتى
يكون كذلك وقد صارت عامــة مؤاخاة الناس
على أمر الدنيا وذلك
لا يجدي على أهله شيئاً ) .

أخوة الإسلام وأهل العقيدة إعلموا رعاكم الله
أن الولاء والبراء ركنان أساسيان من أركان العقيـــــدة وشرط من

شروط الإيمان وهو بمثابة حجــــــــر الأساس لهذا الدين العظيم .

فالولاء لغة وشرعا يعني : النصرة والمحبـــــــــة وهو مشتق من
الولي وهو القرب وفي عرف الفقهــــــاء عبارة عن تناصر يوجب
الإرث والعقــــل قال النبي صلى الله عليــــــــــــــــــه وسلـــــــــــم
{ الـــــــولاء لحمـــــة كلحمـــــــــــة النســــــب } .

أي وصلة كوصلة النسب وقيل الولاء والولاية بالفتـح أي النصرة
والمحبـــــــــــــــــــــة .

وعليه فإن معنى الولاء هو : حـــــــــــــب الله ورسوله والصحابة
والمؤمنين الموحدين على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وأوضاعهــم
ثم وجوب نصرتهم بكل أنواع النصرة الممكنــــــة ولو بالدعاء إذا
كان المرء ذا عذر شرعي كعاهة أو مرض.... ونحو ذلك .

إن المؤمن الموحد ملتزم دائما بالأوامر والنواهي الشرعية أعربيا
كان أم أعجميا لقوله جل جلالــــــــه ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُـــمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيـــمٌ خَبِيرٌ ) وقوله صلى الله عليه وسلم : لا فـــــرق بين
عربي وأعجمي إلا بالتقـــــــــــــــــــــــــــوى .

أما البراء لغة وشرعا فيعني :
مصدر بَرَى بمعنى قطع ومنه برى القلم بمعنى قطعـــــه وبرئ أي
تنزه وتباعد وهو كذلك بمعنى البعد والخلاص والعداوة والمــــراد
هنا : قطع الصلة مع الكفار بعدم محبتهم و مناصرتهم أو التشبـه
بهم..... إلى غير ذلك من الأمور التي سيتم تفصيلها تباعا .

فمن البــراءة قوله تعالى : ( برآءة من الله ورسوله ) قال بـــرىء
وتبرأ من الكفار إذا قطع الصلة بينه وبينهم فلا يواليهـــــــــم ولا
يحبهم ولا يركن إليهم ولا يطلب النصرة منهم لأن مــــــــــــوالاة
الكفار تعني التقرب إليهم وإظهار الود لهم سواء بالأقــــــــوال أو
الأفعـــــــــــال أو النوايـــــــــــــــــــــــــــا... .

أما الولاية فهي النصرة والمحبة والإكرام والإحترام والكـــون مع
المحبوبين قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الولاية ضد العــــــــداوة
قال تعالى : اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّـوُرِ
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّـــــــــــورِ إِلَى
الظُّلُمَـــــــــــــــــــــــــــــــاتِ .

فمن الأسس التي قام عليها الإسلام العظيم هو البعد عن الكفــــار
ومعاداتهم وقطع الصلة بهم فلا يصح إيمان المرء حتى يوالـــــي
أولياء الله ويعادي أعداءَه ويتبرء منهم ولو كانوا أقرب الأقربين .

ولذا سأبدأ بعون الله تعالى في سرد بعض من الآيات المحكمـــات
من كتاب الله جل جلاله وتفسيرات سلف الأمة لها كي تتضح لنـا
أسس وقواعد هذا البـــــــــــــــــــــــاب :

قال العليم الحكيم في كتابه الكريم :

1. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُــــــونَ
إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُـــونَ الرَّسُولَ
وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَــــــادًا فِي سَبِيلِي
وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَـا
أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيــــــلِ .

قال بن كثير رحمه الله : يعني : المشركين والكفار الذين هــــــــم
محاربون لله ولرسوله وللمؤمنين الذين شرع الله عداوتهــــــــــم
ومصارمتهم ونهى أن يتخذوا أولياء وأصدقاء وأخلاء والمعنـى :
لا تتخذوا أعدائي وأعداءكم أولياء والمراد العداوة في الديــــــن .

وقد جاء في البحر المحيط قوله : افتتح هذه الآية بالنهي عـــــــن
موالاة الكفار والتودد إليهم وأضاف في قوله جل وعلا كلمـــــــــة
( عدوي ) وذلك تغليظا لجرمهم وإعلاما بحلول عقاب الله بهم .

قال جل جلاله : إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُـــــــمْ
أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُــــــــــــــــــــــرُونَ .

قال القرطبي رحمه الله :
إن يثقفكم هؤلاء الذين تسرون أيها المؤمنون إليهم بالمـــــــــودة
يكونوا لكم حربا وأعداء ( ويبسطوا إليكم أيديهم ) بالقتــــــــــال
( وألسنتهم بالسوء ) .

وقوله : ( وودوا لو تكفرون ) يقول : وتمنوا لكم أن تكفــــــــروا
بربكم فتكونوا على مثل الذي هم عليــــــــــــــــــــــــــه .

قوله : ( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة ) يقـــــــــول
تعالى ذكره : لا يدعونكم أرحامكم وقراباتكم وأولادكـــــــــــــم إلى
الكفر بالله واتخاذ أعدائه أولياء تلقون إليهم بالمودة فإنه لــــــــن
تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم عند الله يوم القيامة فتدفع عنكـــــــــم
عذاب الله يومئذ إن أنتم عصيتموه في الدنيا وكفرتم به .

قال العليم الحكيم : لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَـــــةِ
يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيــــــــــــــــــرٌ

قال الحكم العدل : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِيـــــنَ
مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُــــــدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُـــــوا
بِاللَّهِ وَحْـــــــــــــــــــــــــدَهُ .

قال بن كثير رحمه الله : يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم
بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبري منهم : ( قـــــد
كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ) أي : وأتباعــــــه
الذين آمنوا معه ( إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ) أي : تبــــــرأنا
منكم ( ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ) أي : بدينكــــــــــــم
وطريقكم ( وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ) يعني : وقـد
شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتــــــــم على
كفركم فنحن أبدا نتبرأ منكم ونبغضكم... . أهـ .

إذا نستخلص من الآيات الكريمات تشديد ووعيد من الله بوجــوب
بغض الكافرين ومعاداتهم وعدم الركون إليهم وبالمقابل مـــــولاة
ومحبة ونصرة أهل الإيمان فمن عادى أولياء الله فقد عاداه ومــن
عاداه فقد حاربه ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليـه
وسلم قوله : ( ومن عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ) .

قال الله تعالى : لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليـــــــــــاء من دون
المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقــــــــوا
منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير .

قال الطبري رحمه الله : " ومعنى ذلك لا تتخذوا أيها المؤمنــــون
الكفار ظهرا وأنصارا توالونهم على دينهم وتظاهـــــــرونهم على
المسلمين من دون المؤمنين وتدلونهم على عوراتهم فــــــإنه من
يفعل ذلك فليس من الله في شيء يعني بذلك فقـــــد برىء من الله
وبرىء الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر " قــــــال الله
تعالى : بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً الذين يتخـــــــــــــذون
الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العــــــــزة فإن
العزة لله جميعــــــــــــــــــــــــــاً .

قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء مــن
دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً ) .

قال الطبري رحمه الله : " يقول لهم جل ثناؤه يا أيها الذين آمنوا
بالله ورسوله لا توالوا الكفار فتوازروهم من دون أهل ملتكــــــــم
ودينكم من المؤمنين فتكونوا كمن أوجب له النار من المنافقين "

وقال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصــارى
أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهـــم إن الله
لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعــون
فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتــــح
أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادميــــــــن
ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهــــم
لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين يا أيها الذين آمنــوا من
يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلــــة
على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيــــــل الله ولا
يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمـــــــــــون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا
فإن حزب الله هم الغالبون يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذيــــــن
اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار
أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين .

قال الطبري رحمه الله : " يعني تعالى ذكره بقوله ( ومن يتولهـم
منكم فإنه منهم ) ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنيــــــن
فإنه منهم يقول : فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهـــــو
من أهل دينهم وملتهم فإنه لا يتولى متول أحداً إلا وهـــــــــــو به
وبدينه وما هو عليه راض وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما
خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه " .

قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكــــــم
أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكــــم فأولئك
هم الظالمون قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكـــم و
عشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكــــن
ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربــصوا
حتى يأتي الله بأمره .

قال ابن كثير رحمه الله : " روى الحــــــــــافظ البيهقي من حديث
عبد الله قال : جعل أبو أبي الفاسقين عبيدة بن الجراح ينعت لـــه
الآلهة يوم بدر وجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر الجـــــــــراح
قصده ابنه أبو عبيدة فقتله فأنزل الله فيه هذه الآية .

وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنــــه قال :
" والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحــــــــب إليه من
والده وولده والناس أجمعيـــــــــــــــــــــــــــــن " .

وقيل : إن المؤمن إذا كان قائماً بين الكفار فله أن يداريهـــــــــــم
باللسان إذا كان خائفاً على نفسه وقلبه مطمئن بالإيمان .

قال الطبري رحمه الله : " ( إلا أن تتقــــــــــوا منهم تقاة ) إلا أن
تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهــــــــــــــم
الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة ولا تشايعوهم على ما هـم
عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل .

قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكــــــم
أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحــــــــــق
يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتــــــم
جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمــــــودة وأنا
أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل ســــــــــواء
السبيل إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهــــــــــم
وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون لن تنفعكم أرحامكـــــــــم ولا
أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير قد كانـت
لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بـرآء
منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكـــــــــم
العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيـــــــم
لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليــــــــك
توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفـروا
واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم لقد كان لكم فيهم أســــــوة
حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هــــــو
الغني الحميـــــــــــــــــــــــــــد ) .

فسر بن كثير هذه المسألة الهامة حيث قال يقول تعالى لعبــــــاده
المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهـــم
والتبري منهم : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذيـــــن
معه )....( إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ) أي تبرأنا منكـــــــــــم
( ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ) أي بدينكم ومنهجكـــــــم
وقوانينكم وطريقكم ( وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبـــداً )
يعني وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا ما دمتــــم على
كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم (حتى تؤمنوا بالله وحـــده)
أي إلى أن توحــــــــــــــــــــــــدوا الله .

قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قومــــــــاً غضب الله
عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبــــور

قال القرطبي رحمه الله : " قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنــــــوا
لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم ) يعني اليهود وذلك أن ناســــــا
من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود بأخبار المؤمنيــــــــــن
ويواصلونهم فيصيبون بذلك من ثمارهم فنهوا عن ذلك .

قال ابن عباس : ( يا أيها الذين آمنوا لاتتولوا ) أي لا توالوهــــم
ولا تناصحوهم فقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن الكفــــــار يبغضون
المسلميـــــــــــــــــــــــن .
قال الله تعالى : ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتـــــــــــــاب ولا
المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ) .

وقال الله تعالى : ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكــــــــــم من
بعد إيمانكم كفارا حسداً من عند أنفسهــــــم ) .

قال الله تعالى : ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكـم وتؤمنـــــون
بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكـــــــــــــم
الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصــــــدور
إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بهــــــا وإن
تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملــون محيط

قال القرطبي رحمه الله : في الآية : أن هذه صفته من شــــــــــدة
العداوة والحقد والفرح بنزول الشدائد على المؤمنين لم يكن أهلاً
لأن يتخذ بطانة لاسيما في هذا الأمر الجسيم من الجهاد الذي هو
ملاك الدنيا والآخرة كما أخبرنا سبحانه أنهم لــــــــن يرضوا عن
المؤمنين طالما استمروا على إيمانهم .

قال الله تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع
ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعــــد الذي
جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير ) .

قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذيــــن
أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافريـــــــــــــــــن )

وقال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفــــــــروا
يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسريـــــــــــــن ) .

قال ابن جرير الطبري رحمه الله : " يعني بذلك تعالى ذكــــــره يا
أيها الذين صدقوا الله ورسوله في وعد الله ووعيده وأمره ونهيـه
( إن تطيعوا الذين كفروا ) يعني الذين جحدوا نبوة نبيكم محمـــد
- صلى الله عليه وسلم -
من اليهود والنصارى فيما يأمرونكم به وفيما ينهونكــــــــم عنه
فتقبلوا رأيهم في ذلك وتنتصحوهم فيما تزعمون أنهم لكم فيـــــه
ناصحون ( يردوكم على أعقابكم ) يحملوكم على الردة بعــــــــــد
الإيمان والكفر بالله وآياته وبرسوله بعد الإسلام ( فتنقلبــــــــــوا
خاسرين ) يقول : فترجعوا عن إيمانكم ودينكم الذي هداكم الله له
( خاسرين ) يعني هالكين قد خسرتم أنفسكم وضللتم عن دينكـــم
وذهبت دنياكم وآخرتكم ينهي بذلك أهل الإيمان بالله أن يطيعــــوا
أهل الكفر في آرائهم وينتصحوهم في أديانهـــــــــم .

قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكـــم
لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم ومـــا
تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) .

قال القرطبي رحمه الله : " والبطانة مصدر يسمى به الواحــــــــد
والجمع وبطانة الرجل خاصته الذين يستبطنـــــــــــــــــون أمره .

وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليــــــــه
وسلم قال : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " .

وروي عن ابن مسعود أنه قال : " اعتبروا الناس بإخوانهم " .

وقد جاء النهي عن تعظيم شعائر الكفار ورسومهم والنهــــي عن
موافقة الكفار والمرتدين على باطلهم وتزيين ذلك ومدحـــــــــه .

قال شيخ الاسلام رحمه الله: " فصل فى الولاية والعــــــــداوة فإن
المؤمنين أولياء الله وبعضهم أولياء بعض والكفار أعـــــــداء الله
وأعداء المؤمنين وقد أوجب الموالاة بين المؤمنين وبيــن أن ذلك
من لوازم الإيمان ونهى عن موالاة الكفار وبين أن ذلك منتف في
حق المؤمنين وبين حال المنافقين فى موالاة الكافرين .

وكذلك جاء النهي عن إعانتهم على المسلميــــــن قال الله تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهــم
أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القـــوم
الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولــــون
نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتــــــــح أو أمر من
عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذيـــــن
آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطـــت
أعمالهم فأصبحوا خاسرين ) .

قال الطبري رحمــــــــه الله في سبب النزول : " والصواب - من
القول في ذلك عندنا أن يقال إن الله - تعالى ذكره - نهى المؤمنين
جميعاً أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصاراً وحلفاءً على أهــــــــل
الإيمان بالله ورسوله وأخبر أنه من اتخذهم نصيراً وحليفــاً وولياً
من دون الله ورسوله والمؤمنين فإنه منهم في التحــزب على الله
وعلى رسوله والمؤمنين وأن الله ورسوله منه بريئان .

قال ابن تيمية - رحمه الله - عن التتار : " وكل من قفز إليهم من
أمراء العسكر فحكمه حكمهم وفيهم من الردة عن شرائــع الإسلام
بقدر ما ارتد عنه من شرائع الإسلام .

قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهـود والنصارى
أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهـــم إن الله
لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعــون
فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتــــح
أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادميــــــــن
ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهــــم
لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ) .

قال ابن كثير رحمـــــــه الله : " ( فترى الذين في قلوبهم مرض )
أي شك وريب ونفاق ( يسارعون فيهم ) أي - يبـــــــــادرون إلى
موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر ( يقولون نخشــــــــــى أن
تصيبنا دائرة ) أي يتأولون في مودتهم وموالاتهم أنهم يخشـــون
أن يقع أمر من ظفر الكافرين بالمسلمين فتكون لهم أيــــــــاد عند
اليهـــــــــــــــــــــــــــود والنصارى .

قال الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهـــــــم
وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء
بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهــــــم من شيء
حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكــــم النصر إلا على
قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير والذيـــــن كفروا
بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبيــر
والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذيـــــــــــــن آوو
ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم والذيــن
آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام
بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم ) .

قال القرطبي رحمه الله : " قوله تعالى : ( وإن استنصروكـــم في
الدين ) يريد إن دعوا هؤلاء المؤمنون الذين لم يهاجــــــــروا من
أرض الحرب عونكم بنفير أو مال لاستنقاذهـــــــم فأعينوهم فذلك
فرض عليكم فلا تخذلوهم .

قال ابن العربي : إلا أن يكونــــــوا أسراء مستضعفين فإن الولاية
معهم قائمة والنصرة لهم واجبة حتى لا تبقى منا عين تطــــــرف
حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك أو نبــــــــذل
جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحــــــــــد درهم كذلك
قال مالك وجميع العلمــــــــــــــــــــاء .

وقال ابن كثير رحمه الله : " ذكر تعالى أصناف المؤمنيـــــــــــــن
وقسمهم إلى مهاجرين خرجـــــــــوا من ديارهم وأموالهم وجاءوا
لنصر الله ورسوله وإقامة دينه وبذلوا أموالهم وأنفسهــم في ذلك
وإلى أنصار وهم المسلمون من أهل المدينـة إذ ذاك آووا إخوانهم
المهاجرين في منازلهم وواسوهم في أموالهـــــــــــم ونصروا الله
ورسوله بالقتال معهم فهؤلاء بعضهم أولياء بعض أي كل منهـــم
أحق بالآخر من كل أحد ولهذا آخى رسول - الله صلى الله عليــــه
وسلم - بين المهاجرين والأنصار كل اثنين إخوان .

قال الله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعـــــض
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتـون
الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيــــز
حكيـــــــــــــــــــــــــــــــم ) .

قال ابن كثير رحمه الله : " لما ذكر تعالى صفات المنافقيــــــــــن
الذميمة عطف بذكر صفات المؤمنين المحمــــــــــــــــــودة فقال :
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) أي يتنــــاصرون
ويتعاضدون كما جاء في الصحيــــــح " المؤمن للمؤمن كالبنيان
يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه " .

وفي الصحيح أيضاً " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثـــل
الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائــــــــــــر الجسد
بالحمــــــــــــــــــــى والسهر".

ولذا أقول أيها الإخوة الموحدون أنه إذا كان ولي الله هو المـوافق
المتابع لشريعة الله الملتزم بما يحبــــــــــــه و يرضاه عليه فرضا
أن يبغض لله ويجاهد لله وينصر لله ويحب لله..... .

فإن عاداه الأعادي فليعلم أنهم ما عادوه لشخصه وإنما قد عادوا
دين الله الذي حمله وبالتالي باتوا محاربين مبارزين لله كما جاء
في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من عادى
لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة ) .
 
هام : السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام ق 7 تتمة درس الولاء والبراء

ولذا فإن مسمى الموالاة ( لأعداء الله ) يوجب الـــــــــردة وذهاب
الإسلام بالكلية لأنه لما عقد الله الأخوة والمحبة والمــــــــــــوالاة
والنصرة بين المؤمنين نهى عن موالاة الكافرين كلهم من يهـــود
ونصارى وملحدين ومشركيـــــــن.. وغيرهم لأن ذلك من الأصول
المتفق عليها بين المسلمين وإجماع علماء السلف حيث أنهــــــم
اتفقوا على أن كل مؤمن موحد تارك لجميع المكفرات الشرعيــــة
تجب محبته وموالاته ونصرته وكل من كان بـــــخلاف ذلك وجب
التقرب إلى الله ببغضه ومعاداته وجهاده باليد والقلب و اللسان .

وبما أن الولاء والبراء تابعان للحب والبغــــض فإن أصل الإيمان
أن تحب في الله أنبياءه وأتباعهم وتبغض في الله أعداءه وأعــداء
رسله وأوليــــــــــــــــــــــــــــاءه .

ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : ( مــــن أحب في الله
وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله
بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومــه حتى
يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك
لا يجدي على أهله شيئاً ) .

قال الصحابي الجليل عبد الله بن عباس – فإن تلك المحبـــــــــــة
والمؤاخاة لا تلبث أن تزول بزوال العرض الزائل وحينئذ لا يكون
للأمة شوكة ومنعة أمام أعدائها .

فالله تعالى يأمر المؤمنين أن يكونوا أولياء بعض حتى ينالـــــــوا
رحمته ورضائه عليهم وفي المقابل يحذر سبحانه وتعــــــــــــالى
المؤمنين من موالاة الكافرين والمشركين والمنافقيــــن .

فمن المعلوم من الدين بالضرورة أن من يديـــــــــــن أو يحكـم أو
يتحاكم أو يتبع أو يلتزم بأي دين غير دين الإسلام فهو إمــــا من
اليهود أو النصارى أو المنافقين أو المشركين أو المرتديـــــن قال
تعالى : ( إن الدين عند الله الإســـــلام وما اختلف الذين أوتــــــوا
الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله
فإن الله سريـــــــــــــــــــــع الحساب ) .

وقال أيضا : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناَ فلن يقبل منه وهـو في
الآخرة من الخاســــــــــــــــــرين ) .

فالآيات الكريمات التاليـــــــات توضح وتحذر وتبين مدى خطورة
موالاة الكافرين وعاقبة من لم يعلن البراءة من الكافرين قــــــــال
تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنيــــن
ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقـــــــاة
ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير ) .

ويقول أيضا : ( ألا لله الدين الخالص والذين اتخــــــذوا من دونه
أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إنَ الله يحكم بينهم في
ما هم فيه يختلفون إنَ الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) .

وقوله تعالى : ( إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظـــالمين
بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقيـــــــــــن ) .

وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكــــــم
أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ) .

وقوله تعالى : ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاَ تفعلــــــوه
تكن فتنة في الأرض وفســـــــــــــــــــاد كبير ) .

وقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهــــود والنصارى
أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنَـــه منهم إن الله
لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعــون
فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتــــح
أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادميـن .

وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكـم
هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أوليــــــــــاء
واتقوا الله إن كنتــــــــــــــــــــم مؤمنين ) .

ففي جميع الآيات السالفة تبيان واضح لعمـــــــــــود الدين وحجر
الأساس ألا وهـــــــــــــــــــــــــــــــو

الولاء والبراء كخطين متوازيين مستقيمين لايفترق أحدهمـــا عن
الآخر ولأجلهما عودينا من ملل الكفر جميعهم كما عودي النبييون
والرسل والصحابة والتابعين والدعاة والمصلحين والمجاهــدين و
كل من خاض درب الإيمان الحقيقي كما نزل به الروح الأميـــــــن
على قلب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى : لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يــــــــــوآدّون
من حآدّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهــــــم
أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروحٍ منــــــه
ويدخلهم جناتِ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيهــــا رضي الله
عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إنَ حزب الله هم المفلحـون

وقال أيضا : ( قـــــل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم
وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكــن
ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيلــه فتربصوا
حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقيـــــــن ) .

ثم قال جل وعلا : وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتـــم آيات
الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخـــــــوضوا في
حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافريـــن في
جهنم جميعـــــــــــــــــــــــــــــــا .

قال الطبري رحمه الله : قال أبو جعفر : ..... أخبـــــــــر من اتخذ
من هؤلاء المنافقين الكفار أنصارا وأولياء بعد ما نزل عليهـــــــم
من القرآن .....بعد ما علموا نهي الله عن مجالسة الكفـــــــــــــار
الذين يكفرون بحجج الله وآي كتابه ويستهزئون بها قولــه تعالى
" إنكم إذا مثلهم " يعني : وقد نزل عليكم أنكم إن جالستــــــم من
يكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم تسمعون فأنتم مثلــــــه يعني
فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال مثلهم في فعلهم .

ففي هذه الآية دلالة واضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطــل
من كل نوع عند خوضهم في كفرهم و باطلهم .

قال إسحاق قال : حدثنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشــب
عن إبراهيم التيمي عن أبي وائل قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمـــة
في المجلس من الكذب ليضحك بها جلساءه فيسخط الله عليهم .

قال : فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فقال : صدق أبو وائـــــــــــل
أو ليس ذلك في كتـاب الله : أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بهـــــا
ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيــــــــره
إنكم إذا مثلهـــــــــــــــــــــــم .

وقوله : " إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا "
يقول : إن الله جامع الفريقين من أهل الكفر والنفاق في القيامـــة
في النار فموفق بينهم في عقابه في جهنم وأليم عذابه كما اتفقوا
في الدنيا فاجتمعوا على عداوة المؤمنين وتوازروا على التخذيــل
عن دين الله وعن الذي ارتضاه وأمر به وأهله .

فإذا تمعنا في أحكام وأوامر تلك الآيات الكريمات وتفاسير السلف
رحمهم الله أجمعين وإلى واقع المسلمين اليوم يظهر جليا موضع
الخلل الكبير في ولاء وإيمان وإسلام الكثير من المسلمين اليـــوم
حيث أنه لا يحل للمسلم ولاء شهواته ومصالحه التي تتعــــارض
مع الأوامر الربانية كالتعصب للعشيرة أو القبيلة وجعـــــــــل ذلك
مقياسا للولاء أو أن يكون الولاء للجنسية أو للوطن أو للحـــدود
أو للهوية.... ثم يقاتل ويرفع السلاح لأجلها لأن المطلوب هنا أن
يحل ولاء الإيمان فيكون الولاء لله ورسوله والمؤمنيـــــن وأن لا
يكون الولاء للهوى أو الشيطان أو الكافرين أو الظالميـــــــــن أو
العملاء و المنافقين أو اليهود أو النصارى أو الملحديـــــــــــن أو
العلمانيين أو أي طاغــــــــــــــــوت كان..... .

ومن هنا أمر الله عز وجل أن يكـــون الولاء بين المؤمنين بعضهم
أولياء بعض وأن يكونـــوا أمة واحدة في الأرض ليكونوا خير أمة
أخرجت للناس يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمــــــرون بالمعروف
وينهون عن المنكر ويجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم
فإذا انقطع الولاء بين المؤمنين حل محله الضلال والعصبيــــــات
وانتشر الظلم والفساد و إذا حل الحب بديلاً للولاء الإيماني يكون
الهلاك المبين فتحل المصائب والفتن في الأرض .

وفي الختام سأذكر لكم أخوة العقيدة خطوطا رئيسيــــــة وخلاصة
تيسر وتوضح إدراك حقيقة الولاء والبراء في ديننا الذي نــزل به
سفير الوحي الأمين على قلب سيد المرسلين صلواة ربي وسلامه
عليه فأقـــــول وبالله التوفيق :

إن الولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهما من أعمـــــــال القلوب
لكن تظهر مقتضياتهما على اللسان والجــــــــــوارح فقد قال نبينا
صلواة ربي وسلامه عليه في الحديـــــث الصحيح : ( من أحب لله
وأبغــــض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمـــــــــــــل الإيمان ) .


فمنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها :

أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة وهي قول : ( لا إله ) من ( لا
إله إلا الله ) أي البراء من كل ما يُعبد من دون الله .

ثانيًا : أنها شرط في الإيمان كما قال تعالى : ( ترى كثيرًا منهـــم
يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخـــــــط الله
عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبــــــي
وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) .

ثالثا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان لما روى أحمد فـــــــــي
مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رســـول
الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله
والبغض في الله ) .

يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهــم
الله ( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعـــروف
والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله والمعــــاداة
في الله والموالاة في الله ولو كان الناس متفقين على طريقــــــــة
واحدة ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء لم يكن فرقانًا بين الحق
والباطل ولا بين المؤمنين والكفار ولا بين أولياء الرحمــــــــــــن
وأولياء الشيطـــــــــــــــــــــــــــــان ) .

رابعا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين لما جاء عنـه
صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ثلاث من وجدهــن وجد حلاوة
الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحــب
المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقــــذه
الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) [ متفق عليه ] .

خامسا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلـــــــم
( إنما المؤمنون إخوة ) .

سادسا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله لمـــــــا روى ابن
عباس رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله وأبغـــــض في
الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .

سابعا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر قال تعـــالى
( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .

ثامنا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتهـــــا .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - : ( فأمــــا معاداة الكفار
والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك وأكــــــــد
إيجابه وحرم موالاتهم وشدد فيها حتى أنه ليس في كتــــــاب الله
تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجـوب
التوحيـــــــــــــــــــــــد وتحريم ضده ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهــــادة أن لا إله إلا
الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ولا يواد إلا لله ولا
يُعادي إلا لله وأن يحب ما أحبه الله ويبغض ما أبغضه الله ) .

ومن صور موالاة الكفار أمور شتى تكفر صاحبها فتخرجــــــه من
ملة الإسلام نهائيا لعلي أذكر هنا بعضها :

1 - إعانة الكفار أو المشركين وأعوانهم على المسلميـــــن سواء
باللسان أو المال أو النفس أو بالقتال في صفهم أو الفــــــــــــرح
لنصرهم أو بأي نوع من أنواع المساعدات الخفية أو العلنيــــــــة
كتوفير المأوى لهم أو لقواعدهم العسكرية أو الموارد اللوجيستية
وما إلى غير ذلك من أنواع المعونة......... .

2- تسليم المسلم أو الوشاية به لسجنه أو قتله..... أو لأي سبـب
كان أو إعانة الكافر أو الطاغوت على المؤمن لطمع أو غيره .

جاء في صحيح البخاري : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليــث عن
عقيل عن بن شهاب أن سالما أخبره أن عبد الله بن عمـــر رضي
الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلـــــــــــم قال :
( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجــــــة
أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنــه
كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يـــــــــوم
القيامـــــــــــــــــــــــــــــــــة ) .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أخـــــــو المسلــــــم لا
يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيـه كان الله في حاجتــــــــه
ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربــة من كرب يــــوم
القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامـــة ) . صحيح مسلم

وهناك نقاط أخرى محظورة خطرة لكنها ليست مكفرة مثل :

3- التشبه بهـــــــــــــم في اللبــــــــــــــــاس و الكـــــــــــــــلام .

4- الإقامة في بلادهـــــــــــم ( دون الشروط الملجئة المعتبرة ) .

5- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفـــــــــــــــــــــس .

6- اتخاذهــــــــــــــــــــم بطانــــــــــــــــــــة ومستشاريــــــــــن .

7- التسمـــــــــــــــــــــــــــــــــــي بأسمائهــــــــــــــــــــــــــــــم .

9- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهـــم
بمناسبتها أو حضور إقامتهـــــــــــــــــــــــا .

10- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنيـــــــــــة والحضارة
والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلـــة
ودينهم الفاســـــــــــــــــــــــــــــــد .

11- الإستغفار لهم أوالترحـــــــــــــــــــــــــم عليهـــــــــــــــــم .

قال أبو الوفاء بن عقيل : ( إذا أردت أن تعلم محـــــل الإسلام من
أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجــــــــــــــوامع ولا
ضجيجهم في الموقف بلبيك وإنما انظر إلى مواطأتهم أعـــــــــداء
الشريعـــــــــــــــــــــــــة ) .

قال الحي القيوم : { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليـــــــــوم الآخر
يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبنـــــــاءهم أو
إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمـــــــــان وأيدهم
بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيهــا
رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألاَ إن حزب الله هم
المفلحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون } .

فقد تضمنت هذه الآية الكريمة أنه لا يتحقق الإيمان إلا لمن تباعد
عن المرتدين والمشركين والكفار وكل المحادين لله ورسولــــــــه
وبرىء منهم وعاداهم ولو كانوا أقرب قريب وقد أثنى سبحانـــــه
وتعالى على خليله إبراهيم حينما تبرأ من أبيه وقــــــــــــــــــومه
ومعبوداتهم حيث قال : { وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني بـراءٌ
مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمةً باقيةً في
عقبه لعلهم يرجعـــــــــــــــــــــــون } .

وقد نهى سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ الكافــــــــرين
أولياء فقال : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكــــــــم
أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحــــــــــق
يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتــــــم
جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمــــــودة وأنا
أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقــــــــــد ضل سواء
السبيل إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهــــــــــم
وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون لن تنفعكم أرحامكـــــــــم ولا
أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصيـــــــــــــــر
قد كانت لكم أسوةٌ حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهـم
إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننـــــا
وبينكم العداوة والبغضآء أبــــــــــــــــداً } .

نظم الشيخ سليمان ابن سحمان رحمه الله أبياتا في الولاء والبراء
فقـــــــــــــــــــــــــــــــال :

وملة إبراهيم غُودر نهجهـــــــــــــا . . .
عفاءً فأضحتْ طامساتِ المعالــــــــــــــــم
وقد عدمت فينا وكيف وقد سفـــــــــــت..
عليها السوافي من جميع الأقالـــــــــــــــم
وماالدين إلا الحب والبغض والـــــــــولا..
كذاك البَراء من كل غــــــــاوٍ وآثــــــــــــم
وليس لها من سالك متمســـــــــــــك ...
بدين النبي الأبطحي ابن هاشـــــــــــــــــم
فلسنا نرى ما حل بالدين وانمحــــــــتْ...
به الملة السمحاء إحدى القواصــــــــــــــم
فنأسى على التقصير منّا ونلتجـــــــي ...
إلى الله في محو الذنوب العظائـــــــــــــــم
فنشكوا إلى الله القلوب التي قســـــــــت..
وران عليها كسب تلك المآثـــــــــــــــــــــم
ألسنا إذا ما جاءنا متضمــــــــــــــــــخ ...
بأوضار أهل الشرك من كل ظالــــــــــــــــم
نهش إليهم بالتحية والثنــــــــــــــــا ....
ونهرع في إكرامهم بالولائــــــــــــــــــــــم
وقد برء المعصوم من كل مسلـــــــــــم ...
قيم بدار الكفر غيـــــــــــــــــــــــــرُ مصارم
ولكـــنما العقــــــــل المعيشي عنـــــدنا ...
مسالمة العاصـــين من كـــــــــــــــــــل آثــم


هذا والحمد لله رب العالمين
***************

التوحيد حق الله على العباد

الأسماء و الصفات


ذاك ما سيتم تفصيله في الدرس القادم بعون الله تعالى ومدده

ومن كان من الإخوة له أي سؤال بخصوص
هذا الدرس حصرا فليتفضل مشكورا



الكــــــــاتب : أخوكـــــــــم في الله
العبد الفقيـر : حذيفــــة بن اليمان




تحميل الدرس كملف وورد
على روابط متعددة




[SIZE=+0][SIZE=+0][SIZE=+0]والله أكبر[/SIZE][/SIZE][/SIZE]
[SIZE=+0][SIZE=+0][SIZE=+0] { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }[/SIZE][/SIZE][/SIZE]



1196281512wh9bj0.gif





pu71xtvdkrts.gif