ابوالاسود الدؤلي

Eng Ahmed

ادارة المنتدى
9 مارس 2008
3,318
11
38
www.support-ar.com
سمه ونسبه

ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة ابن عدي بن الديل بن بكر الديلي، وي قال: الدؤلي،
ولادته

المُرجّح عند المؤرخين أنه ولد في الجاهلية سنة(605 م)قبل الهجرة النبوية بـ ( 16 ) عاماً .

إسلامه

كان أبو الأسود ممن أسلم على عهد النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وغالب الظن أن أبا الأسود دخل الإسلام بعد فتح مكة وانتشاره في قبائل العرب ، وبعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم) انتقل إلى مكة والمدينة .

نشوء علم النحو

قيل إن علياً وضع له: الكلام كله ثلاثة أضرب: اسم وفعل وحرف، ثم رفعه إليه وقال له: تمم على هذا.

ويروى بأن حديثاً دار بينه و بين ابنته هو ما جعله يهم بتأسيس علم النحو وذلك عندما خاطبته ابنته بقولها ما أجملُ السماء ( بضم اللام لا ب فتحها ) فأجابها بقوله (نجومها) فردت عليه بأنها لم تقصد السؤال بل عنت التعجب من جمال السماء, فأدرك حينها مدى انتشار اللحن في الكلام وحينئذ وضع النحو. وحكى ولده أبو حرب قال: أول باب رسم أبي باب التعجب.

و قيل إنه كان يعلم أولاد زياد بن أبيه وهو والي العراقين يومئذ، فجاءه يوماً وقال له: أصلح الله الأمير، إني أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم وتغيرت ألسنتهم، أفتأذن لي أن أضع للعرب ما يعرفون أو يقيمون به كلامهم؟ قال: لا، فجاء رجل إلى زياد و قال: أصلح الله الأمير، توفي أبانا وترك بنون، فقال زياد: توفي أبانا وترك بنون!! ادعوا لي أبا الأسود، فلما حضر قال: ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم.

و قيل لأبي الأسود: من أين لك هذا العلم؟ يعنون النحو، ف قال: لقنت حدوده من علي بن أبي طالب .

و قيل إن أبا الأسود كان لا يخرج شيئاً أخذه عن علي بن أبي طالب إلى أحد، حتى بعث إليه زياد المذكور: أن اعمل شيئاً يكون للناس إماماً ويعرف به كتاب الله عز وجل، فاستعفاه من ذلك، حتى سمع أبو الأسود قارئاً يقرأ: (إن الله بريء من المشركين ورسوله) كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة أي انها معطوفة على (المشركين) هذا يغير المعنى ،لأن (رسولُه) مرفوعة إي انها معطوفة على الله ، ف قال: ما ظننت أن أمر الناس آل إلى هذا، فرجع إلى زياد ف قال: أفعل ما أمر به الأمير، فليبغني كاتباً لقناً يفعل ما أقول له، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فأتي بآخر فقال له أبو الأسود: إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه، وإن ضممت فمي فانقط بين يدي الحرف، وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت، ففعل ذلك.

وإنما سمي النحو نحواً لأن أبا الأسود قال: استأذنت علي بن أبي طالب أن أضع نحو ما وضع، فسمي لذلك نحواً.

تلامذته

هناك بعض الأفراد أخذوا العلم من أبي الأسود ، ودرسوا على يَدَيه ، وخاصة علم النحو والعربية ، وقراءة القرآن.

يقول ابن الأثير في كتاب الكامل في التاريخ ، في حوادث سنة تسعين من الهجرة :

أبو الأسود الدؤلي وفيها توفي نصر بن عاصم الليثي النحوي ، وقد أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤَلي

أبو الأسود الدؤلي

.وكان الفتى رامي الأسدي من أذكى طلابه حيث ساعد على نقل الأخبار الهامة عن سيرة أبو الأسود الذاتية


ويقول أيضاً في حوادث سنة تسع وعشرين ومِائة :

أبو الأسود الدؤلي وفيها مات يحيى بن يعمر العدوي بـ خراسان ، وكان قد تعلَّم النحو من أبي الأسود الدؤَلي ، وكان من فُصحاء التابعين ، وغيرهما من النحاة والقُرّاء الذين كان لهم دورهم الثقافي آن ذاك

أبو الأسود الدؤلي

.
حياته

وكان لأبي الأسود بالبصرة دار، وله جار يتأذى منه في كل وقت، فباع الدار ف قيل له: بعت دارك، ف قال: بل بعت جاري، فأسلها مثلاً.

وكان ينزل البصرة في بني قشير، وكانوا يرجمونه بالليل لمحبته علياً كرم الله وجهه، فإذا ذكر رجمهم قالوا: إن الله يرجمك، فيقول لهم: تكذبون، لو رجمني الله لأصابني ولكنكم ترجمون ولا تصيبون.

ويحكى أنه أصابه الفالج فكان يخرج إلى السوق يجر رجله، وكان موسراً ذا عبيد وإماء، ف قيل له: قد أغناك الله عز وجل عن السعي في حاجتك، فلو جلست في بيتك، ف قال: لا، ولكني أخرج وأدخل فيقول الخادم:قد جاء، ويقول الصبي:قد جاء، ولو جلست في البيت فبالت علي الشاة ما منعها أحد عني.

وحكى خليفة بن خياط أن عبد الله بن عباس كان عاملاً لعلي بن أبي طالب على البصرة، فلما شخص إلى الحجاز استخلف أبا الأسود عليها، فلم يزل حتى قتل علي .


بعض من أشعاره

حكى أبو غفر الدؤلي -وكان شاعراً- قال: كنت عند عبد الملك بن مروان إذ دخل عليه أبو الأسود الدؤلي-وكان أحول دميماً قبيح المنظر-فقال له عبد الملك: يا أبا الأسود، لو علقت عليك عودة من العين، ف قال: إن لك جواباً يا أمير المؤمنين، وأنشد:
افنى الشباب الذي افنيت جدتـه كر الجديدين من آت ومنطلق
لم يتركا لي في طول اختلافهما شيئاً أخاف عليه لذعة الحـدق

أما و الله لئن كانت أبلتني السنون وأسرعت إلي المنون لما اثبت ذاك إلا في موضعه، ولرب يوم كنت فيه إلى الآنسات البيض اشهى منك إليهن، و إني اليوم لكما قال امرؤ القيس:
أراهن لا يحببن من قل مالـه ولا من رأين الشيب فيه وقوما

ولقد كنت كما قال أيضاً:
ورعن إلى صوتي إذا ما سمعـنـه كما يرعوي عيط إلى صوت اعيسا

فقال عبد الملك: قاتلك الله من شيخ ما أعظم همتكّ .

وكان لأبي الأسود من معاوية بن أبي سفيان ناحية ح سنة فوعده وعداً أبطأ عليه ف قال:
لا يكن برقك برقاً خـلـبـاً إن خير البرق ما الغيث معه
لا تهني بعد إذ أكرمـتـنـي فقبيح عـادة مـنـتـزعـه

وله أشعار كثيرة، فمن ذلك قوله:
وما طلب المعيشة بالتمني ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجيء بملئها طوراً وطوراً تجيء بحمأة وقليل مـاء

ومن شعره أيضاً-وله ديوان شعر-:
صبغت أمية بالدماء أكفنا وطوت أمية دوننا دنياها

وفاته

إتفقت أكثر الروايات على وفاة أبو الأسود بالبصرة سنة ( 69 هـ ) في طاعون الجارف، وعمره خمس وثمانون سنة ، و قيل إنه مات قبل الطاعون بعلة الفالج، و قيل إنه توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز . و قيل لأبي الأسود عند الموت: أبشر بالمغفرة، ف قال: وأين الحياء مما كانت له المغفرة؟