سمية بنت خياط رضي الله عنها أول شهيد في الإسلام

Eng Ahmed

ادارة المنتدى
9 مارس 2008
3,318
11
38
www.support-ar.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
إخوانى وأخواتى فى الله الكرام أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم .
تعالوا بنا أيها الأحباب نقترب قليلاً من المرأة الطاهرة التى خَلَدَ التاريخ ذكراها وأ على الإسلام قدرها ومنزلتها هى مثال الصبر على البلاء ،

هى قصة تتكرر كل يوم .....
إنه الصراع الدائم بين الإيمان والكفر ،

هى قصة الشهيدة سمية بنت خُباط رضى الله عنها .

وال قصة تبداء عندما قَدِمَ ياسر – والد عمار – من اليمن مع اخوية الحارث ومالك إلى مكة ليبحثوا عن أخٍ لهم فقدوه منذ سنوات
ومن هذا الوقت وهم يطوفون فى البلدان بحثاً عنه فانتهى بهم المطاف فى ارض مكة
وكانوا قد بحثوا عنه فلم يجدوه فعاد الحارث ومالك على اليمن ،
أما ياسر فلم يعد ووبقى فى مكة وهو لا يعلم إنه ب ذلك قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه بل وأشرقها .

وكان من عادة العرب إنه إذا دخل رجل غريب إلى أى بلدة واستقر بها فلابد أن يحالف سيداً من سادات القوم ليمنعه من اذى الناس ليستطيع أن يعيش حياة هادئة مطمئنة فى ذلك المكان .
لهذا حالف ياسر أحد سادات قريش وهو أبا حذيفة بن المغيرة المخزومى فأحبة الرجل من أعماق قلبه لما راى منه نبيل الخصال وكريم الفعال ونفاسة معدنه وأراد أن يتقرب منه أكثر من ذلك فقام بتزويجه من أمةٍ له تُدعى سمية بنت خباط .
وسمية هذة لم يكن لها ذِكرٌ فى التاريخ ولا فى مكة سوى أنها كانت تقوم على خدمة سيدها أبى حذيفة بن المغيرة ،

ولم تكن تعلم سمية أن الكون كله سيذكرها بكل فخر وإعتزاز وأنها ستكون أول شهيدة فى الإسلام وأنها ستكون من اهل الجنةة ببشارة ٍ تخرج من فم الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى .
وأثمر زواج ياسر من سمية غلاماً مباركاً وهو عمار بن ياسر – رضى الله عنهم جميعاً وكان عمار قرة عين لأبيه وأمه .
وإكتملت فرحة ال أبوين يوم أن أعتقة أبو حذيفة وحرره من العبودية ثم مات أبو حذيفة .

وها هى البشرية مع موعد مع النور الإلهى الحق الطيب الطاهر الصافى
مع موعد مع نبع الحكمة بعد قرون طويلة عاشتها البشرية فى ظلمات الشرك والجاهلية
وإذا بشمس الإسلام تشرق على ارض الجزيرة لتُخرج الناس من ظلمات الشرك والجاهلية إلى أنوار التوحيد و الإيمان
و لتنقلهم من البؤس والشقاء إلى سعادة الدنيا والآخرة ...إلى جنة الدنيا التى تثمر لهم بعد ذلك جنة الآخرة .
إنهم على موعد مع حياة جديدة ......بل إن صح القول - مع مَوَلِد جديد –

وفى تلك الساعات يسمع عمار رضى الله عنه عن الرسالة المحمدية على صاحبها الصلاة والسلام فإذا بقلبه ينفتح لنداء الإيمان ،

وذهب عمار إلى دار الأرقم وأقدامه تسابق الريح وكأنه يسابق الزمن

وما إن وصل ورأى النبى صلى الله علية وسلم وسمع منه حتى كاد يطير من شدة الفرح .

نعم إن هذا الدين هو طوق النجاة للبشرية كلها .

فما كان منه إلا أن بسط يده للحبيب صلى الله علية وسلم

وقال بقلبه ولسانه : اشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله – صلى الله علية وسلم –

وها هو سيدنا عمار يعود إلى أبوية فرحاً مسروراً أقدامه تسابق الريح ،

يتمنى من أعماق قلبه أن يسارع أبوية بالدخول فى الإسلام ولا يضيعان من الوقت شيئاً قبل أن يسلما لله عز وجل

لتكون خطواتهما فى الدنيا طريق لهم إلى جنة الخلد والنعيم المقيم .

وما أن رآهما عمار حتى عرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن

وإذا بتلك القلوب النقية الطاهرة تنفتح وتبتهج بسماع كلام الله عز وجل

واذا بياسر وسمية رضى الله عنهما يشعران بالنور يضيئ أرجاء الكون من حولهما

فيقول كل واحد منهما فى لحظة واحدة كلمة الحق أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله علية وسلم

وإنطلقت الأسرة الكريمة المباركة فى رحلتها الى جنة الرحمن .

و على الرغم من ان الطريق صعب وشاق وطويل لكن عاقبته محمودة وغالية .

ويكفى أن يضع المؤمن قدمية على أول الطريق ويستعين بالملك جل وعلا حتى يجنى ثمار الإيمان فى الدنيا والآخرة .

إنتهى على هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول ال رسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ورعاه وكثَّر من امثاله .