من هو الزمخشري

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
من هو الزمخشري


2645-cached.jpg



علم الحديث
يُعرَّف علمُ الحديث أنه أحد العلوم المعنيّة بدراسة الحديث النبويّ الشريف دراسةً وافيةً مستوفية متنًا وسندًا، اختصّتْ به الأمة الإسلاميّة دونَ غيرها، وينظرُ علم الحديث خاصّةً إلى رواية الحديث وإسناده، والأحكام الفقهيّة للحديث، وشرحه، وتتبّع الناسخ والمنسوخ، كما يُعنى بسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلّم- وفي ذلك كلِّه مسعى لفَهم الحديث وحفظه وبيان الأحاديث الصحيحة من الموضوعة، وقد برعَ علماء كثيرون في هذا المَدار، منهم الإمام الزمخشري، حتى قيل إنّه رائد علم الحديث، وقد تتلمذَ على يديه كثيرٌ من الطلبة الراغبين بالعلم، الطالبين له، ولا تقتصرُ جهود الزمخشري في هذا الميدان فحسب، وفي هذا المقال تفصيلٌ حول الزمخشري ومؤلفاته وعقيدته.

من هو الزمخشري
هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي، ولدَ في قرية زَمخشَر عام 1074 م الموافق لرجب 467 هـ، وإليها يرجع لقب الزمخشري، هو علَّامة فارسيٌّ ومن أئمة المعتزلة، درسَ في بخارى وسمرقند ثمَّ انتقل إلى بغداد ليصحبَ كبار العلماء، ثمَّ انتقل بعد ذلك إلى مكة المكرمة واشتهر هناك بلقب “جار الله”، قال عنه السمعاني: “برعَ في الآداب وصنَّف التصانيف، وردَ العراق وخراسان، ما دخلَ بلدًا إلا اجتمعوا عليه، وتتلمذوا له، وكان علَّامة نسَّابة”، وعاد إلى خوارزم بعد ذلك حيث توفي في عاصمتها الجرجانية عام 1143 م الموافق لليلة عرفة 538 هـ، وتاليًا بعضُ كتب الزمخشري وعقيدته 1).

كتب الزمخشري
يعدُّ الزمخشري إمام من أئمة اللغة والمعاني والبيان، وفي كتب النحو والبلاغة هناك الكثير من الاستشهادات من كتب الزمخشري تُدرَج للاحتجاج بها، فيقال: قال الزمخشري في كشافه، أو قال الزمخشري في أساس البلاغة، والزمخشري صاحب رأيٍ وحجَّة في الكثير من المسائل في اللغة العربية، وليس من الذين ينهجونَ نهجَ غيرهم ويجمعون وينقلونَ لأنَّه صاحبُ رأيٍ وحجَّة فغيره يَنقُل عنه ويأخذُ منه، وله الكثير من التصانيف في شتى المجالات، في التفسير والحديث واللغة والنحو والبيان والمعاني وغيرها، فمن كتبِه: الكشاف في تفسير القرآن وهو من أشهر كتب المفسِّرين بالرأي والماهرينَ في اللغة العربية وقد نقلَ عنه الألوسي وأبو السعود والنسفي وغيرهم كثير من المفسرين الذين نقلوا عنه بدون أن ينسبوا إليه ما تمَّ نقلُه، وله كتاب: أساس البلاغة في اللغة والذي يعدُّ من أهم المعاجم اللغوية القديمة التي تولي اهتمامًا بالألفاظ العربية ومفرداتها، ورتَّب مواد الكتاب ترتيبًا ألفبائيًّا حسب حروف المعجم، ويقوم الزمخشري في الكتاب بشرح الكلمة في العربية ويدعم هذا الشرح بالقرآن والأحاديث والأشعار والأمثال العربية ويذكر الاستعمالات المجازية للكلمة.

ومن كتبه أيضًا: ربيع الأبرار ونصوص الأخبار في الشعر والأدب والتاريخ والكثير من أصناف العلوم، وقد جاء الكتاب مرتَّبًا في 98 بابًا، وكان يجمع فيه الزمخشري ما يتَّصل بكلِّ موضوع من أحاديث الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- ثمَّ ما ورد عنه في أقوال الصحابة والتابعين والعبَّاد والزُّهاد والحكماء من العرب والفرس والشعراء إن وجدَ شعرًا عن ذلك الموضوع. وله أيضًا: كتاب الفائق في تفسير الحديث، وكتاب المنهاج في الأصول، والمفصَّل في النحو، كتاب الأمكنة والجبال والمياه في الجغرافيا، كتاب مقدمة الأدب وهو قاموس من العربية إلى الفارسية، وغيرها. 2)

عقيدة الزمخشري
الزمخشري من أئمة المعزلة وهو من دعاة المعتزلة الكبار، والمعتزلة فرقة مبتدعةٌ من أبرز عقائِدها: القول بخلقِ القرآن الكريم، نفي رؤية الله -جلَّ وعلا- يوم القيامة، والقول بتعطيل صفات الله تعالى، والقول بتخليد مرتكب الكبيرة في النار في الآخرة إذا لقيَ الله تعالى ولم يتب أو لم يقم عليه الحد في الدنيا وغيرها من الأقوال الموقعة في الضلال. وقد قال عنه الذهبيُّ -رحمه الله-: “الزمخشري هو العلامة وكبير المعتزلة، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري الخوارزمي النحوي صاحب الكشاف والمفصل في النحو، وكان داعية إلى الاعتزال سامحه الله تعالى” 3). وقال عنه أيضًا في ترجمة الزمخشري: “صالحٌ، لكنَّه داعيةٌ إلى الاعتزالِ أجارَنا الله، فكُن حذرًا من “كشَّافه” 4). فهو من دعاة المعتزلة الكبار ومن الذين يقومون بنشر عقائد المعتزلة من خلال التعسُّف في فهم الآيات القرآنية.
وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله-: “وأمَّا الزمخشري فتفسيرهُ محشوٌّ بالبدعة وعلى طريقةِ المعتزلة من إنكارِ الصفاتِ والرؤيةِ والقول بخلقِ القرآن، وأنكرَ أنَّ الله مريد للكائناتِ وخالقٌ لأفعال العباد، وغير ذلك من أصولِ المعتزلة، وهذهِ الأصول حشَا بها كتابَه بعبارةٍ لا يهتدي أكثرُ الناسِ إليها ولا لمقاصِده فيها، مع ما فيه من الأحاديثِ الموضوعة، ومن قلَّةِ النقلِ عن الصَّحابة والتابعين” 5)، والله تعالى أعلم. 6)​