أحكام المضاف والمضاف إليه

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
أحكام المضاف والمضاف إليه


2629-cached.jpg



علم النحو

أدّى انتشار الإسلام واتساع الدولة الإسلاميّة إلى دخول العديد من الشعوب في الدين الإسلاميّ وانتشار العربية بينَها، فأخذ غير العرب يلحنون في قراءة القرآن، وهذا ما دفع مجموعة من العلماء إلى المسارعة في تقنين اللغة العربية؛ لحفظ القرآن الكريم وعلومه الشرعية من اللحن، ومن أبرزهم عبد الله بن أبي إسحق، وأبو الأسود الدؤلي، والفراهيدي، وسيبويه، وقد وضعت قواعد اللغة العربية وجمعت تحت ما عُرِف بـ “علم النحو” الذي بحث في قواعد الإعراب وعللها، وأصل تكوين الجملة، فبحث في الأحكام النحوية كالتقديم والتأخير والبناء والإعراب، والخصائص النحوية كالابتداء والإخبار والفاعلية والمفعولية والإضافة، وغيرها كثير، أما الإضافة فهو ما سيتم البحث فيه في هذا المقال، من حيث: أنواعها، وأحكام المضاف والمضاف إليه وأغراضها.
أنواع الإضافة

تُعرف الإضافة بأنّها إسناد اسم إلى آخر ليدلّا على شيء واحد بدلَ الدلالة على اثنين، وتنقسم إلى نوعين بحسب الغرض والحاجة منها، هما الإضافة المعنوية والإضافة اللفظية، وفيما يأتي بيانُ كلٍّ منهما:


  • الإضافة المعنوية: وهي الإضافة التي تعودُ فائدتها إلى المعنى، وقد سمّيت أيضا بالإضافة الحقيقية؛ لأن الغرض منها إضافة المضاف إلى المضاف إليه حقيقة، وتفيد التعريف أو التخصيص، وشرطها ألا يكون المضاف من المشتقات، وهي تعرّف المضاف، إذا كان المضاف إليه نكرة، مثل: قوله تعالى: “وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً” 1)، و “هذا يومُ سعيدٍ”، و “وجدنا حقيبةَ فرحٍ”، وتخصيصه إذا كان نكرة، مثل: “هذا مكتبُ موظفٍ”، و “مسكت كتابَ أدبٍ”. أمّا إذا كان الاسم المضاف من الأسماء الموغلة في التنكير مثل “غير، ومثل، وشبه، ونظير” كأن يقال: “جاء رجلٌ غيرُك”، و “اشتريت ثوبًا مثلَ ريمٍ، فإن إضافتها إلى معرفة لا تفيدها تعريفًا.
  • الإضافة اللفظيّة: وهي التي تعودُ فائدتها إلى اللفظ دون المعنى، وغرضها تخفيف اللفظ بحذف التنوين ونون التثنية والجمع، وشرطها أن يكون المضاف من المشتقّات، مثل: قوله تعالى: “الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا” 2)، و “هذا كاتبُ الرسائلِ” و “هذا كتّابُ الرسائلِ” و “هذا مكتوب الموظفين”.
أحكام المضاف والمضاف إليه

وللإضافة مجموعة من الأحكام التي تخصّ المضاف والمضاف إليه من حيث التأنيث والتذكير، والحالة الإعرابية، والحذف في التثنية والجمع، واتصاله بـ “أل” التعريف أو حذفها، وتفصيل أحكام المضاف والمضاف إليه كما يأتي: 3) 4)

  • قد يكتسب المضاف التأنيث أو التذكير من المضاف إليه، شريطة أن يكون من الممكن الاستغناءُ عن المضاف وإقامةُ المضاف إليه مكانَه، مثل: “شمسُ العقلِ مكسوفٌ بطوعِ الهوى”، والأولى مراعاة المضاف.
  • لا يضاف الموصوف إلى صفته، إلا إذا قدّر حذف المضاف إليه، وإقامة صفته مكانه، فمن إضافة الموضوف إلى صفته القول: صلاةُ الأولى، وتأتي على تقدير الكلام: صلاة الساعةِ الأولى، أمّا إضافة الصفة إلى الموصوف فهو جائز، بشرط صحة إضافة حرف الجر “من” بين المضاف والمضاف إليه، مثل: “كرامُ الناسِ”، فيصح فيها القول “الكرام من الناسِ”، أما إذا لم تصحّ إضافة من بين المضاف والمضاف إليه، فإن إضافة الصفة إلى موصوفها ممتنعة.
  • يجوز إضافة العامّ إلى الخاصّ، مثل: “يومُ الجمعةِ” و “شهرُ رمضانَ”، ولا يجوز العكس.
  • يجوز حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مكانه إذا أمن اللبسُ، كقوله تعالى: “وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ” 5)، والتقدير: واسأل أهلَ القريةِ، وأصحابَ العيرِ.
  • إذا ورد في الجملة مضافان، حذف المضاف الثاني، واستغني عنه بالأول، مثل: “ما كلُّ سَوداءَ تمرةً، ولا بيضاءَ شَحمةً”. فأصل الجملة: “ما كلُّ سَوداءَ تمرةً، ولا كُلُّ بيضاءَ شَحمةً”.
  • لا يجوز عطف الإضافة، فإذا كان في الجملتيْن اسمان مضاف إليهما اسم، فيلحق المضاف إليه الاسم الأول، ويعطف المضاف الثاني عليه بضمير إضافة، فلا يقال مثلًا: “جاء عليٌ وأخو عليٍ”، إنّما: “جاء عليٌ وأخوه”، ولا يقال “أنواع وأحكام الإضافة” إنّما “أنواع الإضافةِ وأحكامُها”.
  • يجرّد المثنى وجمع المذكر السالم من نونيهما في حالة الإضافة، فلا يقال: “اشتريتُ قلمينِ رصاصٍ” إنّما: “اشتريتُ قلمَيْ رصاصٍ”، ولا يقال “جاء معلمون الصفِّ” إنّما: “جاء معلمو الصف”.
  • يعرف المضاف دائما حسب موقعه من الجملة، بينما يلزم المضاف إليه الجر دائما.
  • هناك مجموعة من الأسماء التي تأتي ملازمة للإضافة، فمنها قسم يأتي ملازما الإضافة إلى مفرد “عكس الجملة”، وهي: كل، وبعض، وأي، وغير -غير المسبوقة بلا أو ليس-، وعند، ولدى، ولدن، ومع، وذو، وذات، وذوو، وذوات، وأولو، وأولات، وكلا، وكلتا، وقصارى، والجهات الست “الظروف“: أمام، خلف، يمين، شمال، فوق، تحت، وما شابهها من اللفظ … إلخ، وهناك قسم يلزم الإضافة منها إلى جملة، ومنها ما يضاف إلى الجملتين الفعلية أو الاسمية، مثل: “إذ” كقوله تعالى: “وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ” 6). ومنها ما يلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية، مثل: إذا، وريث، وريثما، ولـمَّا، وقسم أخير وهو ما يلزم الإضافة إلى المفرد والجملة، مثل: يوم، وحين، وغداة.
أغراض الإضافة

تنوّعت أغراض التعبير في أساليب اللغة العربية، بتنوع حاجة المتكلم إلى ما يريد التعبير عنه، وكانت الإضافة من الأساليب اللغوية التي تنوّعت أغراضها، فكان التعريف والتخصيص من أهم أغراضها، ولكنها اتسعت وخرجت لأغراض أخرى، وهي: 7)

  • الملكية: مثل: “قصر الملك مختلف عن باقي القصور” و “لعبت بلعبت فرح”.
  • الظرفية: مثل: “عيناك غابتا نخيل ساعة السحر”، ونتناول الغداء ساعة الظهر”.
  • التَّشبيه: مثل: “انطلق العدّاء في السباق انطلاق السهم” و”قاتل الجندي عن أرضه قتال الأسدِ”.
  • تمييز العدد: مثل: “عندي ثلاثة أخوة” و “أنجزنا العمل في ثلاث ليالٍ”.
  • اختصار الكلام: مثل: “تحدثت إلى حارس المدرسة” بدلا من تحدثت إلى من يحرس المدرسة.
  • إبراز الموصوف: مثل: أعجبني جميل كلامك، بدلًا من: أعجبني كلامك الجميل.
  • التعبير عن التفضيل المطلق: مثل: “خير جليسٍ في الزمان كتاب”.
  • بيان النوع: مثل: “هذا خاتم ذهب”.