قصة سيل العرم للأطفال

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
قصة سيل العرم للأطفال

2915-cached.jpg

قصة سيل العرم للأطفال

تعدُّ قصة سيل العرم من القصص التي وردتْ في القرآن الكريم، والتي تعكس بعض أخبار الأمم السابقة، وقد جاء ذكر هذه القصص التي حدثت مع الأولين ليأخذ منها المسلمون العظة والعبرة من الأحداث التي وقعت فيها إلى يوم الدين، وكان للقصص التي وردت في كتاب الله تعالى أهمية تاريخية كبرى، إذ يعد كتاب الله -عز وجل- من أهم المراجع التاريخية، وهذا يدل على عظمة القرآن الكريم، فهو ليس مجرد كتاب يأخذ منه المسلمون الأحكام المتعلقة بشريعة الإسلام، بل إنه يصنف كأحد أهم الكتب التي وثقت الأحداث التاريخية وتناولت أخبار الممالك والأمم السابقة على نحو لم يرد في العديد من الكتب التي أرَّخت تلك الأحداث.
وجاء ذكر قصة سيل العرم في سورة سبأ، قال تعالى في محكم التنزيل:{لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ* فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} 1)، حيث إن هذا السيل الذي أتت هذه الآيات الكريمة على ذكره كان عقوبة من الله -سبحانه وتعالى- لقوم سبأ، حيث كان قوم سبأ قد استقروا في بعض المناطق اليمنية، وكان يعتمدون على الزراعة لخصوبة التربة في المنطقة التي عاشوا فيها، وكانوا يتبعون أوامر الله تعالى، ويستجيبون له ويتقربون إليه بالطاعات.
وكانت المياة وفيرة في المنطقة التي عاشوا فيها، وكان تتجمع المياه بشكل طبيعي بين جبلين عظيمين في وادٍ يسمى وادي العرم، وكانت مملكة سبأ عظيمة، فعمل قوم سبأ على إنشاء سد عظيم يساهم في زيادة تحكم قوم سبأ بالمياه واستخدامها عند الحاجة إليها، وسمي هذا السد العظيم بسد مأرب، ومضت الأيام وبدأ قوم سبأ يبتعدون عن أوامر الله تعالى، وبدأ عدد كبير من هؤلاء القوم بعبادة الشمس من دون الله تعالى، فسلط الله على سد مأرب نوعًا من القوارض التي عملت على إحداث العديد من الثقوب فيه.

وبدأت المياه تتسرب من هذا السد العظيم شيئًا فشيئًا، وحاول قوم سبأ مقاومة ما أحدثته هذه القوارض في هذا السد لعلمهم بما ستؤول إليه الأمور إن استمرت هذه القوارض في النخر في السد بسبب اتساع الفجوات وزيادة تسرب الماء من داخل السد إلى خارجه، وفي أحد الأيام إنهار السد بشكل كامل، وأرسل عليهم سيل العرم فأغرقهم وأتلف جميع محاصيلهم الزراعية، وأثر هذا الأمر على التربة وخصوبتها فأصبحت غير صالحة للزراعة وانتهى الأمر بهم إلى الخروج من المنطقة التي عاشوا فيها آمين بعد أن ابتعدوا عن طاعة الله تعالى.
الدروس المستفادة من قصة سيل العرم أن الله -سبحانه وتعالى- يمهل الناس على معصيتهم لأنه الأرحم بهم لكنه لا يهملهم، فإن استمرّ كفرهم بالله تعالى وابتعادهم عمّا أمرهم به -عز وجل- فإن العقاب واقعٌ بهم لا محالة، كما تظهر في هذه القصة قدرة الله تعالى في هذا الكون، فقد أهلكَ إحدى أعظم الأقوام في تاريخ البشرية من خلال تسليط جند من جنود الله عليهم، وهذا يدل على عظمة قدرة الله تعالى، وأنه لا يُعجزه شيء، كما يُستفاد من القصة أن الإنسان يجب أن يداوم على طاعة الله حتى يحفظ الله عليه النعم التي أنعم بها عليه.​