الاعتماد الكلي على المربيات يحرم الأطفال من التوجيه التربوي السليم

WebCraker

العبد الفقير إلى الله
طاقم الإدارة
9 مارس 2008
5,645
50
48
Egypt
support-ar.com
الاعتماد الكلي على المربيات يحرم الأطفال من التوجيه التربوي السليم

الخادمة أحيانا تحدث فجوة في التعامل بين الأبناء والأهل
نؤكد في البدء أنني أتفق في الجملة مع طرح الكاتب الكريم إلا أنني ألاحظ أنه وبعد هذه السنين الطويلة منذ بدأ المجتمع السعودي الحديث في الاستعانة بالخادمات من الخارج، نجد هناك من يعيش انفصاما مريعا عن الواقع ويدعو إلى التخلي عن الخادمات بإطلاق بحجة تأثيرهن على النشء. وكأن تربية النشء هي الدور الوحيد المناط بهن في بيوتنا.
قد يصح ذلك التخوف عند انصراف وانشغال الأمهات العاملات وغير العاملات عن القيام بدورهن الكامل نحو توجيه ورعاية أطفالهن وترك مهمة ذلك للعاملات. فذلك يشكل مأساة حقيقية للطفولة وسبباً رئيسياً للكثير من المشكلات والآلام التي يتعرض لها الطفل في المجتمع. مما يحرم الطفل حقه المشروع من التوجيه التربوي السليم . ولا شك أن انصراف الأمهات عن تربية أبنائهن وتسليمهم للمربيات يساهم في انحلال عرى روابط الأسرة وانحلال الأبناء الخلقي. وهو ما أكده الدكتور سعود في موضوعه سالف الذكر. وعليه فإن الأمهات والآباء مدعوون إلى معرفة ما تشير إليه الدراسات المتعددة حول الآثار المترتبة على العلاقة بين الطفل ومن يقوم برعايته من خلال الاحتكاك المباشر سواء كان ذلك مربية أو خادمة حيث يظهر ذلك الأثر من خلال أبعاد ثلاثة وهي:

1- تأثر لغة الطفل حيث يتعلم لغة غير لغته، لأن الطفل يستمع إلى لغة خادمته فهي تسمعه حكاياتها وأغانيها بلغتها وإذا حادثته بلغة عربية فتكون لغة مشوهة وظهر ذلك واضحاً من اعوجاج ألسنة بعض الأطفال.

3 - ضعف وعي الطفل بالأسرة فهو يرى وظيفة الأسرة من خلال المربية، مما يقود إلى توهين العلائق الأسرية وضعف ارتباط الأبناء بآبائهم وأمهاتهم. 2 - تأثر الطفل بثقافة المربية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وذلك على حساب ثقافة مجتمعه وهذا يعد أحد عوائق التنمية المستقبلية.
ولا شك أن هناك العديد من الآثار السلبية للخادمات والمربيات على حياة الأسرة وخاصة في الجانب التربوي، ولكن يجب أن ينظر إلى هذا الأمر بعيداً عن التهويل والتضخيم، وخاصة إذا استطاعت الأسرة أن تقنن دور الخادمة أو المربية داخل البيت وذلك من خلال الأتي:


1 - وضع حدود واضحة لعمل الخادمة داخل المنزل بحيث لا تتجاوز التنظيف وتنظيم البيت وتقديم الرعاية الأولية للأطفال.
3 - أن تتولى هي رعاية وتوجيه أطفالها وقضاء أكبر وقت ممكن معهم.
4 - الحرص على أن تتم الاستعانة بالخادمات والمربيات المسلمات وعلى أن لا يعتمد في ذلك على الهوية التي تشير إلى أن الديانة مسلمة بل يجب تحري الدقة ووضع الضوابط التي يمكن من خلالها التأكد من استقامتها وصلاحها.
5 - أن تراعى الحاجة الفعلية عند الاستعانة بالخادمات والمربيات بعيداً عن التقليد ومظاهر الوجاهة.

دكتور سعود الجهني
فريد عبدالحفيظ مياجان