عجبا لبشر همّهم إلحاق الضرر بالاخرين

ENG MUHAMED

[ADMIN]
طاقم الإدارة
25 فبراير 2008
10,079
43
48
support-ar.net
عجبا لبشر همّهم إلحاق الضرر بالاخرين


خالد القريناوي في مقاله:

عجبا للرجل الذي يرى اقرب الناس إليه موفقا في حياته فلا يهدأ له بالا حتى يطيح به ويضره
غريب أمر هؤلاء، يضيّعون صحتهم في خلق الأضرار بالناس، يضيعون أموالهم لأجل المضرة بالآخرين
اتق الله وابحث عن بدائل ولا تبحث عن الرذائل ، كن قائدا صاحب أهداف ايجابية تزرع المحبة في وجوه الذين ينظرون إليك ، ولا تكن خائبا صاحب أهداف سلبية تزرع الحقد والكراهية في كل من ينظر إليك




الناس أجناس منهم الطيب ومنهم الخبيث، منهم الصالح ومنهم الطالح والفاسد، منهم النافع ومنهم الضّار... عجبا للصنف الثاني من البشر، الذين اختاروا أن يتّصفوا إلا بالصفات السلبية والميزات التي لا يتميز بها إلا أراذل القوم... عجبا لمثل هؤلاء البشر يعيشون في الحياة لأهداف دنيئة، لكنّها بالنسبة إليهم أسمى أهدافهم لأنهم لا يعرفون الخير والإيجاب في الحياة ،حيث لا يهنأ لهم العيش ولم يتذوقوا طعم الحياة إن لم يضروا الآخرين. لا بدّ أخي القارئ وأن تعرّضت إلى مثل هؤلاء في حياتك، أو شكا إليك أحد من هذه النوعيّة البشريّة، فالكثير من يتألّم من مكائدهم، والكثير من سجن ظلما بسببهم، ومن الناس من قتل زورا بغير حق منهم... عجبا لهذه الطائفة البشرية التي جعلت وكرّست لنفسها هدفا وغاية حيث أرادت أن تدفع الغالي والنفيس لأن تقوم بتحقيق هذا الهدف وهو إلحاق الضرر بالآخرين.
خلق الأضرار بالناس
غريب أمر هؤلاء، يضيّعون صحتهم في خلق الأضرار بالناس، يضيعون أموالهم لأجل المضرة بالآخرين، يفكرون بالمستقبل بقلق ، وينسَون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل. عجبا لهذه الثلّة من البشر، لم يجدّوا ولم يجتهدوا حتّى يصلوا إنما جلّ اهتمامهم الضرر ليصلوا ويحلّوا محلّ الآخرين، شعارهم الضرر بالناجحين، الضرر بالسعداء الضرر بكل ساكن بريء، الضرر بكل من هو أفضل منهم. وكأنّ العيش يصعب عليهم بل يكون مرّا إن لم يعكّروا صفاء الحياة عند الآخرين. عجبا للمرأة التي لا تريد أن ترى امرأة أسعد منها فتفعل المستحيلات لتقلب حياتها إلى جحيم، تذهب وتفعل وتدفع كل ما تملك من أجل تعكير جوّ الهدوء إلى فوضى والسّعادة إلى حزن عليها.
عجبا للرجل الذي يرى اقرب الناس إليه موفقا في حياته فلا يهدأ له بالا حتى يطيح به ويضره . عجبا للجار الذي لا يتمت في حياته إن لم يضايق جيرانه وينسى حق الجار ويضيّعه ويجهل حق الجار على جاره المؤكد بالآيات البينات والأحاديث الواضحة، فهو شريعة محكمة وسنة قائمة قال الله تعالى: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ.... )النساء آية 36
،ونسوا قول الرسول صلى الله عليه وسلّم : ( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)أخرجه البخاري ومسلم. عجبا للفتاة التي تجد الأخريات في حالة أفضل من حالها فتعيش كئيبة وتتساءل لماذا هي وأنا لا ؟ عجبا للشاب إذا سمع أو وجد شابا آخر أفضل منه في التعليم أو في غيره من المجالات فيحاول الانتقام منه أو إظهار الكراهيّة والبغض له حتى يخلو له جوّ التنافس والمنافسة...
الوظيفة المخزيّة
عجبا لبعض الأشخاص الذين يخسرون حب الآخرين لهم ويجلبون لأنفسهم الخزي والعار لقيامهم بضرر الآخرين ثمّ يقولون لك أجبروني على فهل هذا !!! غريب أمرك أيها الرجل غريب أمرك أيّها الشاب ، غريب أمرك أيّتها الفتاة ، أهذا هدفك في الوجود ؟ هل أنت سائق أم مسوق ؟ أم انك تسير بالقافلة حيث يريد أهل الفسوق... عجبا لهم إنّ أمرهم غريب وهمّهم عجيب يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبداً ،و يموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبداً . . هؤلاء البشر لم يتعلّموا كيف يستطيعون جَعل أحدٍٍ يحبهم؟ أو يتقرّب إليهم !!
أخي إن كنت من هؤلاء فعليك أن تبحث عن بديل فأنت تضيّع حياتك وأيامك وكما قال الإمام الحسن البصري رحمه الله :يا ابن آدم إنما أنت أيام .. إذا ذهب يومك ذهب بعضك..، فأنت لن تعيش إلى الأبد ومهما عشت فلا بد أن تموت ! فلماذا تعكّر حياتك وتجعل همّك إلحاق الضرر بالآخرين ؟ هل خلقت لهذه الوظيفة المخزيّة ؟ أم هل تحبّ أن يضرّك الناس ؟ أظنّ أنّ الجواب لا ، إذا فلماذا تضر الآخرين ؟ حتّى تكون بطلا ! أم شجاعا ! لا يا هذا أنت لن تكون بطلا ولست بشجاع إنما أنت من أعوان الشيطان لتفرّق بين الناس وتلحق بهم الضرر !
ماذا تظن نفسك ؟ فرعون زمانك ؟ ألا تخاف الله ؟ إن كنت تحسد الآخرين فلماذا لا تجدّ وتجتهد لتلحق بهم ؟ فهم لم يجعلوا هدفهم مثل هدفك، هم اجتهدوا ووصلوا، وأنت تكاسلت وفشلت ؟
أهداف ايجابية تزرع المحبة
أخي اتق الله وابحث عن بدائل ولا تبحث عن الرذائل ، كن قائدا صاحب أهداف ايجابية تزرع المحبة في وجوه الذين ينظرون إليك ، ولا تكن خائبا صاحب أهداف سلبية تزرع الحقد والكراهية في كل من ينظر إليك . لا تعمل على أن يكون اسمك مقرونا بالفساد والأضرار حتى إذا ذكرت عند الناس ذكر الشر والبغض لك ، فمهما تحصّلت ومهما وصلت به من الأضرار بالناس فلا بدّ لدعوة مظلوم أن تستجاب ، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. ثبت في الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي -صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن وقال له) : اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب) رواه البخاري ومسلم.
يقول الشاعر: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعوا عليك وعين الله لم تنم .
ناهيك عن الذين يضرون ويظلمون الأقارب وفي هذا اقرأ قول الشاعر طرفة ابن العبد :
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً ... على المرء من وقع الحسام المهنّد
أيها الرجل ،أيتها المرأة ،أيها الشاب،أيتها الفتاة ليكن لكم هدفا ساميا وخطّة حياتية تنهض بكم وبمجتمعكم فالإنسان إن لم يعش وفق خطة بناها فهو يعيش على خطة غيره، ولينظر أحدكم على أي خطّة يسير ويعمل، هل هي خطّة الأشرار أم الأخيار.
ولا تجعلوا همّكم تعكير الأجواء على غيركم والبحث عن المصائب للآخرين والكراهية والحقد والبغض للناس وإلحاق الضرر بهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : (لا ضرر ولا ضرار) حديث شريف صححه الألباني حيث يعتبر هذا الحديث من القواعد الفقهية والذي ينص على عدم إلحاق الضرر بنفسك وبالآخرين فلا تستبيح الناس ودمائهم وسمعتهم وتلحق بهم الضرر فأنت تضر بنفسك أولا وترتكب إثما ومخالفة شرعيّة.