أدعية الصباح وأفضل أوقات الدعاء

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33

أدعية الصباح


الدعاء
للدعاء مكانةٌ كبيرة في الإسلام، وهو من أجلِّ وأعظم العبادات والطاعات التي يتقرَّبُ بها المسلم إلى خالقِه تعالى، يقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: “الدعاءُ هوَ العبادة” 1)، ولذلك فقد جعله الله تعالى صلةً مباشرةً معهُ -جلَّ وعلا- من دون واسطة تحجبُ بين العبد وربِّه، قال تعالى: {وإِذَا سَألَكَ عبَادِي عنِّي فإِنِّي قرِيبٌ أجِيبُ دعْوَةَ الدَّاع إذَا دعَانِ} 2). والدعاء غذاءٌ روحيٌّ للمؤمن وطمأنينةٌ وثقةٌ بالله تعالى تبعثُ في النفس الهمَّةَ والقوة وتبعدُ عنها اليأس والضعف والفتور، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن أدعية الصباح وما وردَ فيها.


أفضل أوقات الدعاء
هناك كثيرٌ من الأوقات المباركة التي يستجاب فيها دعاء المسلم والتي ذكرها الله تعالى وأخبرنا بها نبيُّه -صلَّى الله عليه وسلم-، منها: الوقت بين الأذانِ والإقامةِ، وعند الإفطارِ من الصيامِ، وهناك ساعة الإجابةِ في يوم الجمعة، وفي الثلثِ الأخير من الليل، وفي الصباح والمساء.
ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “إذَا مضَى شطرُ الَّليلِ، أو ثلُثاه، ينزلُ اللهُ -تبارك وتعالى- إلى السَّماءِ الدنيا، فيقول: هل مِن سائلٍ يُعْطَى! هل مِن داعٍ يُستجابُ لَه! هل من مُستغْفِرٍ يغفَرُ له!، حتَّى ينفجِرَ الصبحُ” 3)، وفي الحديث أيضًا، أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “اطلبُوا اسْتجابةَ الدُّعاءِ عِندَ التقَاءِ الجيوشِ، و إقَامةِ الصلاةِ، ونزولِ الغيثِ” 4)، وفي هذا الحديث يبيِّنُ لنا النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلم- أنَّ في هذه الأوقات يكونُ الدعاءُ مستجابًا وهي: عند التقاء الجيوش في المعركةِ، وعند إقامة الصلاة، وعند نزول الغيث.

وكذلك أوصانا رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- بالكثير من أدعية الصباح والمساء والتي وردت في كثير من الأحاديث الشريفة، فعن أبي موسى -رضى الله عنه- قال: جاءَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- ونحنُ جلوسٌ، فقالَ: “ما أصبَحتُ غداةً قطُّ إلَّا اسْتغفرتُ اللهَ فيها مِئةَ مَرَّةٍ” 5) 7).

أدعية الصباح
يُستحَبُّ الدعاء في كثيرٍ من الأوقات ولكن هناك أوقات يكون للدعاء فيها المزيد من الفضل، ويكون أرجى أن يُستجاب فيها الدعاء مثل أدعية الصباح، فأذكار الصباح والتي تتضمَّن أدعية الصباح كثيرة كما وردَ عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- لأنَّ هذا الوقتَ مباركٌ من الله تعالى فيه تتنزَّل البركات والرحمات من الله على عباده المسلمين، قال تعالى في محكم التنزيل مبيِّنًا فضل الإبكار: “وسبِّحْ بالعشيِّ والإبكار” 8)، وقد وردَ في أدعية الصباح والمساء الكثير من الأحاديث منها: 9)

  • ما وردَ في الحديث أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- كان إذا أمسَى قالَ: “أمسَينا وأمسَى الملكُ للَّه، والحمدُ للَّه لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ لهُ الملكُ ولهُ الحَمدُ، وهوَ علَى كلِّ شَيءٍ قديرٌ، أَسألُكَ خيرَ ما في هَذِهِ اللَّيلة وخيرَ ما بعدَها، وَأعوذُ بكَ من شَرِّ هذهِ اللَّيلةِ وَشرِّ مَا بعدَها، وَأعوذُ بكَ مِنَ الكَسلِ وَسوءِ الكبرِ، وَأعوذُ بكَ من عذابِ النَّارِ وعذابِ القبرِ وإذا أصبحَ قالَ ذلِكَ أيضًا: أصبَحنا وأصبحَ المُلكُ للَّهِ والحمدُ للَّهِ” 10)
  • وفي صحيح البخاري عن شدَّادِ بن أوسٍ -رضي الله عنه- عن النبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- أنَّه قالَ: “سَيِّدُ الاستِغفَارِ أنْ تقُولَ: اللَّهمَّ أنتَ ربِّي، لا إلَهَ إلاَّ أنتَ، خلَقتَنِي، وأنَا عبدُكَ، وأنَا على عهدِكَ ووَعدِكَ ما استَطَعتُ، أعُوذُ بكَ منْ شرِّ ما صنَعتُ، أبُوءُ لكَ بِنِعمتِكَ علَيَّ، وأبُوءُ لكَ بذَنبِي، فاغفِرْ لِي، فإنَّهُ لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلاَّ أَنتَ. قالَ: ومَن قالهَا منَ النَّهارِ موقِنًا بهَا فماتَ منْ يومِهِ قَبلَ أَن يمسِيَ، فهُوَ منْ أَهلِ الجَنَّةِ، ومنْ قالهَا منَ اللَّيلِ وهُوَ موقنٌ بهَا فمَاتَ قبلَ أن يصبِحَ، فهوَ منْ أهلِ الجنَّةِ” 11).
  • وعن عثمانَ بنَ عفَّانَ -رضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَا منْ عبْدٍ يقُولُ في صبَاحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ ليلَةٍ: بسْمِ الله الَّذي لا يضُرُّ معَ اسمِهِ شَيءٌ في الأَرضِ ولاَ في السَّماءِ وهوَ السَّميعُ العلِيمُ، ثلاث مرَّاتٍ لمْ يضُرَّهُ شَيءٌ” .
  • وعن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي بكرٍ أنَّه قالَ لأبيه: “يا أبتِ إنِّي أسمعُك تدعُو كلَّ غداةٍ “اللهمَّ عافني في بدَني اللهمَّ عافني في سمعي اللهمَّ عافني في بصري لا إلهَ إلا أنتَ”، تعيدُها ثلاثًا حين تصبحُ وثلاثًا حين تمسي، وتقولُ: “اللهمَّ إني أعوذُ بك من الكفرِ والفقرِ وأعوذُ بك من عذابِ القبرِ لا إلهَ إلا أنتَ”، تعيدُها حين تصبحُ ثلاثًا وحين تُمسي ثلاثًا قال: نعم يا بُنيَّ إنِّي سمعتُ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يدعو بهنَّ فأحبُّ أن أستنَّ بسنَّتِه” .
  • وممَّا وردَ أيضًا من الأدعية الواردة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- في أدعية الصباح ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لم يكُن يَدعُ هَؤلاءِ الكلماتِ حينَ يُمسي وحينَ يصبحُ: “اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في دِيني ودُنيايَ وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي وآمِنْ رَوعاتِي، اللَّهمَّ احفَظْني من بينِ يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فَوقِي، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَالَ مِن تحتي”
  • وفي حديثٍ آخرَ يتناولُ أدعية الصباح يقول رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا أصبح أحدُكم فلْيَقُل: أصبحنَا وأصبَح الملكُ للهِ ربِّ العالَمين، اللهمَّ إنِّي أسألُك خيرَ هذا اليومِ: فتْحَه، ونصرَه، ونورَه، وبركتَه، وهداه، وأعوذُ بك من شرِّ ما فيه، وشرِّ ما قبلَه، وشرِّ ما بعدَه، ثمَّ إذا أمسى فلْيَقُلْ مِثلَ ذلك” .
  • ومن أدعية الصباح أيضًا التي وردت عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ما روته أم سلمة هند بنت أمية أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا أصبَح قالَ: “اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ عِلمًا نافعًا، ورِزْقًا طيِّبًا، وعمَلًا مُتقَبَّلًا”، والله تعالى أعلم.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف: