الكفاءات العراقية ومرحلة التغير القادمة

الميثاق

عضو جديد
18 أكتوبر 2009
15
0
0


بقلم : صبيح الخاقاني


لازال ملف الكفاءات العراقية لم يعالج بشكل يتناسب مع حاجة العراق لهذه الشريحة المهمة والفاعلة في إعادة بناءه رغم كل التصريحات والدعوات والمؤتمرات التي أطلقتها الحكومات المتعاقبة منذ سقوط سلطة صدام والى ألان ,وإذا كانت بعض هذه الكوادر قد عادت فعلا ووجدت لها مواقع عمل مناسبة ,فأن نسبة كبيرة من العائدين لم يستمروا بالعودة كما كان مخططا بل عادوا إدراجهم إلى بلدان الشتات لأسباب معروفة ,ولأننا نقصد هنا الكفاءات التي ليست لها علاقات بالأحزاب التي تمسك بزمام الامور ألان ,فإننا لا نتكلم عن العائدين لمواقع كانت تنتظرهم سواء كانوا مناسبين لإشغالها أم لا لان ذلك مرتبط بفلسفة العمل الحزبي المتجذرة في العراق منذ أربعة عقود وبذلك أصبحت الكفاءات من ضحايا تلك الفلسفة المقيتة التي تدفع بالمصلحة العامة إلى الخلف لتتقدم عليها مصلحة الحزب.
وبنظرة بسيطة على الخارطة التي تتوزع عليها الخبرات العراقية في العالم نجد الكثير من بلدان العالم قد استفادت من خبرات جاهزة ومؤهلات لم تكن تحلم بها من غير برامج تصرف عليها موارد اقتصادية هائلة بغرض الحصول على هذه الخبرات وفي نفس الوقت يمكن أدراك الخسارة الفادحة للعراق في ترك كفاءاته تبتعد عنه إضافة ألي عدم رغبة الكثير من الكفاءات التي برزت خلال هذه السنين من خلال الجاليات العراقية التي عاشت فترة طويلة في بلدان المهجر من العودة للعراق.
واليوم وبعد سنوات من التطاحن والاحتراب والأوضاع المتردية والبيئة الصالحة للنهب والسلب وتبؤ المناصب بغير وجه حق لا يزال المخلصين من هذا الوطن يحدوهم الأمل بنهوض العراق وبجهود أبناءه المخلصين وتجري محاولات حثيثة لتقويم العملية السياسية في العراق وخصوصاً في الانتخابات البرلمانية القادمة نعم هناك محاولات وجهود وسط هذا الوضع المأساوي تريد أخراج العراق من مأزقه وتريد للعملية السياسية أن تستمر وتتخلص مما علق بها من التجربة المرة خلال السنوات الماضية ويتقدمهم ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني والكثير من أبناء هذا الوطن المخلصين يحدوهم الأمل في تقويم هذه العملية السياسية وخلق مناخ ملائم لعودة الكفاءات العراقية وكل الخيرين لبناء العراق الجديد.
وهنا ينتقل الدور و المسؤولية إلى هذه الكفاءات فيجب عليها إن تغير هذه الأوضاع بما تمتلك من صوت مؤثر في الشارع العراقي وان لا تقف موقف المتفرج على العراق وهو يُنهش من قبل النفعين والمرتزقة طلاب المناصب لأجل المناصب .
إن الدور دوركم في الانتخابات القادمة هو من يحدد تاريخ العراق الديمقراطي فإذا كانت الأوضاع تحول عن مشاركتكم بالانتخابات فان صوتكم يطرب إسماع كل العراقيين لأنهم يثقون بكم وبوطنيتكم وبحبكم للعراق وشعب العراق .
إن مشاركة الكفاءات العراقية بتوجيه العملية السياسية الوجه الصحيح ينطلق من مبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ومن خلاله يجري تحسين أماكن الدبلوماسية العراقية وتخليصها من شوائب المحاصصة الطائفية خدمتاً لعملية بناء العراق وعمليته السياسية القادمة.
أن دعوة الكفاءات العراقية لأخذ دورها المناسب في تغير العملية السياسية في العراق لا تنفصل عن دعوة العراقيين جميعا لهذا الأمر فالكل معني ببناء العراق والكل له الحق في المشاركة في هذه العملية الانتخابية التي يجب علينا إن نطلق عليها انتخابات تصحيح الأخطاء
 
134za8.gif