قصة النبي يوشع بن نون للأطفال

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
قصة النبي يوشع بن نون للأطفال

2715-cached.jpg


قصة النبي يوشع بن نون للأطفال
عايَشَ النبي يوشع بن نون -عليه السلام- سيدنا -موسى -عليه السلام-، حيث وُجِدَا في الحقبة الزمنيّة ذاتها، وكانا صاحبين في طلب العلم، حيث كان سيدنا موسى -عليه السلام- يعُلمه ويُعَدُّهُ ويربيه ففاز بصحبته، وفي أحد الأيام قام موسى -عليه السلام- خطيبًا في بني إسرائيل فسأله أحدهم من أعلم الناس؟ فقال: أنا، فعاتبه الله -عز وجل- على جوابه هذا وأمره بالذهاب مع النبي يوشع بن نون إلى أحد عباد الله الصالحين في مجمع البحرين، وقد ذكرت هذه القصة بالتفصيل في القرآن الكريم لتكون عبرة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، وحتى يتعلموا منها ويستفيدوا من أحداثها في حياتهم.
وكان لهذه الرحلة الأثر الكبير على على النبي يوشع بن نون -عليه السلام- وعلى نبي الله موسى -عليه السلام- إذ استفادا من الدروس العظيمة التي قدمتها لهما تلك الرحلة، قال تعالى في محكم التنزيل: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىظ° لِفَتَظ°هُ لاغ¤ أَبْرَحُ حَتَّىظ° أَبْلُغَ مَجْمَعَ ظ±لْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً} 1)، وقد بدأتِ الرحلة بأمر الله تعالى أن يخرجَ ويأخذ معه حوتًا حتى يصل إلى مكانٍ يُفْقَدُ فيه ذلك الحوت حيث سيكون ذلك الرجل الصالح في ذات المكان الذي سيفقد فيه الحوت، فعندما بلغا الصخرة غلبهما النعاس، فناما وخرج الحوت من مكانه وعاد إلى البحر، وعندما استيقظا تابع سيدنا موسى مع فتاهُ الرحلة في البحر ونسيا تفقد أمر الحوت، وبعد أن نال منهما الجوع والتعب تفقدا الحوت فلم يجداهُ فظنَّا بأنهما نسيا الحوت عند الصخرة، وعادا إليها فوجدا العبد الصالح عندها.
أخبرَ الرجل الصالح سيدنا موسى -عليه السلام- بأنه لن يطيق معه صبرًا وأن سيَلقى في هذه الرحلة ما يدفعه إلى الالحاح في السؤال لمعرفة الأسباب وراء ما سيحدث، فأخبره -عليه السلام- بأنه سيكون صابرًا إن شاء الله، وبدأت الرحلة حتى إذا ركبا في السفينة خرقها ووضع في هذا الخرق وتدًا، وهنا غضب سيدنا موسى -عليه السلام- وأنكرَ على العبد الصالح فعلته، فأخبره بأنه قال بأنه لن يطيق صبرًا معه، وعندما وصلوا إلى البرِّ وجدوا مجموعة من الفتيان فقام العبد الصالح بقتل أحدهم، فأنكرَ سيدنا موسى -عليه السلام- على العبد الصالح فعلته، فذكره بأنه قال له بأنه لن يطيق صبرًا معه، وقال له أيضًا بأنه في المرة الثالثة سيكون فراق بينهما إن أنكرَ عليه أمرًا آخر.

وبعد ذلك مَضَيا في رحلتها فوجد العبد الصالح جدارًا يريد أن ينهار فعمل على إقامته من جديد ولم يتخذ أجرًا على ذلك، وهنا أنكر سيدنا موسى -عليه السلام- على العبد الصالح فعلته للمرة الثالثة، وهنا أخبره العبد الصالح بأن هذا فراق بينهما وأنه سيخبره عن سبب كلّ ما فعله في الرحلة التي كان النبي يوشع بن نون شاهدًا عليها، أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر وكان هناك ملك ظالم يأخذ السفن الجيدة غصبًا فأحدث فيها ثقبًا كي تبقى لأصحابها، وأما الغلام فقد كان كافرًا، وخشي أن يُعذَّب والديه بفعائله، وأما الجدار فقد كان تحته كنز لطفلين يتيمين فجاءه الأمر ببنائه حتى يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما بأمر الله، وهنا علم سيدنا موسى -عليه السلام- بأن أمرَ الله ماضٍ في الخلق، وأنّ أقداره لا يعلمُ أثرها سواهُ.
الدروسُ المستفادة من قصة النبي يوشع بن نون وسيّدنا موسى -عليه السلام- مع العبد الصالح أن الإنسان يجب أن يكون صبورًا على العلم، وأن لا يستبق الأحداث، وأن لا يدّعي الكمال في العلم مهما وصلت درجته العلمية في أي تخصص كان، فالحياة مدرسة للتعلم وقد يتعلم الإنسان من الصغار أو الكبار أو من أي موقف من المواقف التي يعايشها في حياته، كما يُستفاد من هذه القصة أن الله سبحانه وتعالى أرحم الناس بعباده، وأنه قد يُخفي عن عباده أقدارًا ستجلب لهم الخير فيما بعد.