امين الامة بوعبيدة ابن الجراح

Eng Ahmed

ادارة المنتدى
9 مارس 2008
3,318
11
38
www.support-ar.com
أبــو عبيــدة بن الجــرّاح
1. إسلامه.
· أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الأيام الأولى للإسلام.، قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار الرقم· وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية، ثم عاد منها ليقف إلى جوار رسوله في بدر، وأحد، وبقيّة المشاهد جميعها.


2. مواقفه و شدة إيمانه.
· منذ بسط يمينه مبايعاً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو لا يرى في نفسه، وفي أيامه وفي حياته كلها سوى أمانة استودعها الله إياها لينفقها في سبيله وفي مرضاته، فلا يجري وراء حظ من حظوظ نفسه. ولا تصرفه عن سبيل الله رغبة ولا رهبة · ولما وفّى أبو عبيدة بالعهد الذي وفى به بقية الأصحاب، رأى الرسول في مسلك ضميره، ومسلك حياته ما جعله أهلا لهذا اللقب الكريم الذي أفائه عليه،وأهداه إليه، فقال عليه الصلاة والسلام: ** أمين هذه الأمة، أبو عبيدة بن الجرّاح}.
· إن أمانة أبي عبيدة على مسؤولياته، لهي أبرز خصاله ففي غزوة أحد أحسّ من سير المعركة حرص المشركين، لا على إحراز النصر في الحرب، بل قبل ذلك ودون ذلك، على اغتيال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فاتفق مع نفسه على أن يظل مكانه في المعركة قريباً من مكان الرسول ومضى يضرب بسيفه ال أمين مثله، في جيش ال وثنية الذي جاء باغياً و عادياً يريد أن يطفئ نور الله.


3. شدة حبه وخوفه على الرسول صلى الله عليه وسلم.
· كلما استدرجته ضرورات القتال وظروف المعركة بعيداً عن رسول الله صلى اله عليه وسلم قاتل و عيناه لا تسيران في اتجاه ضرباته بل هما متجهتان دوما إلى حيث يقف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقاتل، ترقبانه في حرص وقلق.
· كلما ترائى لأبي عبيدة خطر يقترب من النبي صلى الله عليه وسلم، انخلع من موقفه البعيد وقطع الأرض وثباً حيث يدحض أعداء الله ويردّهم على أعقابهم قبل أن ينالوا من الرسول منالاً. وفي إحدى جولاته تلك، وقد بلغ القتال ذروة ضراوته أحاط بأبي عبيدة طائفة من المشركين، وكانت عيناه كعادتهما تحدّقان كعيني الصقر في موقع رسول الله، وكاد أبو عبيدة يفقد صوابه إذ رأى سهما ينطلق من يد مشرك فيصيب النبي، وعمل سيفه في الذين يحيطون به وكأنه مائة سيف، حتى فرّقهم عنه، وطار صواب رسول الله فرأى الدم الزكي يسيل على وجهه، ورأى الرسول ال أمين يمسح الدم بيمينه وهو يقول:" كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم، وهو يدعهم إلى ربهم".؟· وما أجمل أن نترك الحديث لأبي بكر الصديق يصف لنا هذا المشهد بكلماته:" لما كان يوم أحد، ورمي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر، أقبلت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيراناً، فقلت: ال لهم اجعله طاعة، حتى إذا توافينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا هو أبو عبيدة بن الجرّاح قد سبقني، فقال: أسألك ب الله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فتركته، فأخذ أبو عبيدة بثنيّة إحدى حلقتي المغفر، فنزعها، وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه..ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنية أخرى فسقطت فكان أبو عبيدة في ا لناس أثــرم.".


4. شجاعته وأمانته
· عندما اتسعت مسؤوليات الصحابة وعظمت، كان أبو عبيدة في مستواها دوماً بصدقه وبأمانته..فإذا أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخبط أميراً على ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً من المقاتلين وليس معهم زاد سوى جراب تمر والمهمة صعبة، والسفر بعيد.· واستقبل أبو عبيدة واجبه في تفان وغبطة، وراح هو وجنوده يقطعون الأرض، وزاد كل واحد منهم طوال اليوم حفنة تمر، حتى إذا أوشك التمر أن ينتهي، يهبط نصيب كل واحد إلى تمرة في اليوم.
· حتى إذا فرغ التمر جميعاً راحوا يتصيّدون الخبط، أي ورق الشجر بقسيّهم، فيسحقونه ويشربون عليه الماء ومن اجل هذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط.· ولقد مضوا لا يبالون بجوع ولا حرمان، ولا يعنيهم إلا أن ينجزوا مع أميرهم القوي ال أمين المهمة الجليلة التي اختارهم رسول الله لها.


5. حب الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي عبيدة.
· لقد أحب الرسول عليه الصلاة والسلام أمين الأمة أبا عبيدة كثيراً وآثره كثيراً.· ففي يوم جاء وفد نجران من اليمن مسلمين، وسألوه أن يبعث معهم من يعلمهم القرآن والسنة و الإسلام، قال لهم رسول الله: ** لأبعثن معكم رجلاً أميناً، حق أمين، حق أمين.. حق أمين} وسمع الصحابة هذا الثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنى كل منهم لو يكون هو الذي يقع اختيار الرسول عليه، فتصير هذه الشهادة الصادقة من حظه ونصيبه.· ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" ما أحببت الإمارة قط، حبّي إياها يومئذ، رجاء أن أكون صاحبها، فرحت إلى الظهر مهجّرا، فلما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، سلم، ثم نظر عن يمينه، وعن يساره، فجعلت أتطاول له ليراني فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجرّاح، فدعاه، فقال: أخرج معهم، فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه.. فذهب بها أبا عبيدة؟.


6. موقف من حياته بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
· كما عاش أبو عبيدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم أمينا، عاش بعد وفاة الرسول أمينا بحمل مسؤولياته في أمانة تكفي أهل الأرض لو اغترفوا منها جميعا.· ولقد سار تحت راية الإسلام أنى سارت، جنديّا، كأنه بفضله وبإقدامه الأمير.. وأميراً، كأن بتواضعه وبإخلاصه واحدا من عامة المقاتلين.· وعندما كان خالد بن الوليد يقود جيوش الإسلام في إحدى المعارك الفاصلة الكبرى واستهل أمير المؤمنين عمر عهده بتولية أبي عبيدة مكان خالد.· ولم يكد أبا عبيدة يستقبل مبعوث عمر بهذا الأمر الجديد، حتى استكتمه الخبر، وكتمه هو في نفسه طاوياً عليه صدر زاهد، فطن، أمين.. حتى أتمّ القائد خالد فتحه العظيم.. فتقدّم إليه في أدب جليل بكتاب أمير المؤمنين!! ويسأله خالد: " يرحمك الله يا أبا عبيدة. ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب"..؟؟ فيجيبه أمين الأمة: " إني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، ك لنا في الله إخوة".· وأصبح أبا عبيدة أمير الأمراء في الشام، ويصير تحت إمرته أكثر جيوش الإسلام عتاداً وعدداً.· فما كنت تحسبه حين تراه إلا واحداً من المقاتلين وفرداً عادياً من المسلمين· وحين ترامى إلى سمعه أحاديث أهل الشام عنه، وانبهارهم بأمير الأمراء هذا جمعهم وقام فيهم خطيباً فانظروا ماذا قال للذين رآهم يفتنون بقوته، وعظمته " يا أيها ا لناس إني مسلم من قريش وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى إلا وددت أني في إهابه".· فهو كأمير الأمراء، وقائد ل أكثر جيوش الإسلام عدداً، وأشدّها بأساً، وأعظمها فوزا أما هو كحاكم لبلاد الشام، أمره مطاع ورأيه نافذ كل ذلك ومثله معه، لا ينال من انتباهه لفتة، وليس له في تقديره حساب أي حساب.


7. الحزن الشديد على مماته
· ذات يوم، وأمير المؤمنين عمر الفاروق يعالج في المدينة شؤون عالمه المسلم الواسع، جاءه ا لناعي، أن قد مات أبو عبيدة وأسبل الفاروق جفنيه على عينين غصّتا بالدموع..وغاض الدمع، ففتح عينيه في استسلام.. ورحّم على صاحبه، واستعاد ذكرياته معه رضي الله عنه في حنان صابر.· وقال فيه عمر الفاروق " لو كنت متمنيّا، ما تمنيّت إلا بيتا مملوءاً برجال من أمثال أبي عبيدة".


8. وفاته
· مات أمين الأمة فوق الأرض التي طهرها من وثنية الفرس، واضطهاد الرومان.· وهناك اليوم تحت ثرى الأردن يثوي رفات نبيل، كان مستقراً لروح خير، ونفس مطمئنة. فرحم الله أبو عبيده وجمعنا الله به ووالدينا مع النبي في الجنان
المرجع: رجال حول الرسول - خالد محمد خالد.