عبد الله بن عباس حبر الامة

Eng Ahmed

ادارة المنتدى
9 مارس 2008
3,318
11
38
www.support-ar.com
عبد الله بن عباس
يكنى أبا ال عباس وهو حبر الأمة، ولد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين . وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ثلاث عشرة سنة ، ولد وبنو عبد المطلب في الشعب ، ف جاء به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ف قبله ومسح وجهه ورأسه ودعا له، ف قال: ال لهم املأ جوفه فهما وعلما، واجعله من عبادك الصالحين، ثم قال: يا عم، هذا عن قليل حبر امتي وفقيهها والمؤدي لتأويل التنزيل .

و كان عبد الله بن عباس مقدما عند أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وحج بالناس سنة خمس وثلاثين بأمر عثمان وعثمان محصور، وولاه علي بن أبي طالب البصرة وشخص معه إلى صفين، ثم رجع إليها واليا عليها،



قال ابن عباس: كنت في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراهقا لل حلم.



و يقول ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيت ميمونة، قال: فوضعت له وضوءا من الليل، فقالت ميمونة: يا رسول الله وضع لك هذا ابن عباس، ف قال: ال لهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.



و عن طاووس قال: ادركت سبعين شيخا من أصحاب محمد فتركتهم وانقطعت إلى هذا الفتى، يعني ابن عباس، فاستغنيت به.



قال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس، فاذا تكلم قلت أفصح الناس، فاذا حدث قلت أعلم الناس.

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام - أو يا غليم - الا أعلمك شيئا ينفعك الله به، احفظ الله يحفظك، اذكر الله يذكرك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واذا سألت فاسأل الله، واذا استعنت فاستعن ب الله، واعلم ان النصر مع اليقين، وان الفرج مع الكرب، وان مع العسر يسرا، وانه لو اجتمع الخلائق على ان يعطوك شيئا لم يقضه الله لك لم يستطيعوا، ولو اجتمعوا على أن يمنعوك شيئا قضاه الله لم يستطيعوا.



عن مجاهد قال: ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلا أن يقول: قال رسول الله.

قال مجاهد: كنت إذا رأيت ابن عباس يفسر القرآن أبصرت على وجهه نورا.



قال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، لا أعظم جفنة ولا أكثر علما، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية، وأصحاب الشعر في ناحية، يوردهم في واد رحب.



و كان ابن عباس يسأل عن القرآن فيقول: هو كذا، أما سمعتم الشاعر يقول كذا?



قال ابن عباس: كان عمر يأذن لأهل بدر ويأذن لي معهم، فذكر أنه سأله وسأ لهم فأجابه، فقال لهم: كيف تلومونني على ابن عباس بعد ما ترون? و كان عمر وعثمان يدعوان ابن عباس مع أهل بدر، و كان يفتي في عهد عثمان إلى أن مات.



كان ابن عباس اذا سئل عن الأمر ف كان في القرآن أخبر به، فان لم يكن في القرآن و كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به، فان لم يكن في القرآن ولا عن رسول الله و كان عن أبي بكر وعمر أخبر به، فإن لم يكن في شيء من ذلك اجتهد رأيه.



قال ابن عباس: سلوني عن التفسير فإن ربي وهب لي لسانا سؤولا، وقلبا عقولا.



كان عبد الله بن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.

وجد ناس من المهاجرين على عمر بن الخطاب في إدنائه ابن عباس دونهم، فقال عمر: اما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون به فضله، فسأ لهم عن هذه ال سورة اذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم: أمر الله نبيه اذا رأى الناس يدخلون في دين الله افواجا أن يحمده على ذلك ويستغفره، فقال عمر: يا بن عباس تكلم، فقال أعلمه أنه ميت، يقول: " إذا جاء نصر الله والفتح و رأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا" فهي آتيك في الموت، ثم سأ لهم عن ليلة القدر فأكثروا القول فيها، فقال بعضهم: ليلة احدى وعشرين، وقال بعضهم: ليلة ثلاث وعشرين، وقال بعضهم: ليلة سبع وعشرين، فقال ل ابن عباس: تكلم، فقال ابن عباس: إن الله وتر يحب ال وتر، خلق السموات سبعا و الأرضين سبعا، وجعل عدة الأيام سبعة، وجعل الانسان من سبع، ف قال: "ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا ال علقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" ثم جعل رزق الانسان من سبع فقال "أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم فاما ال سبعة فمتاع لبني آدم، و أما الأب فهو ما تنبت الأرض للانعام، وما نراها إن شاء الله إلا لثلاث وعشرين تمضي ول سبع يبقين، فقال عمر: كيف تلومونني على ابن عباس?



أول من عرف بالبصرة ابن عباس، و كان كثير العلم، قرأ سورة البقرة ففسرها آية آية وحرفا حرفا.

و يقول ابن عباس: من حلم ساد ومن تفهم ازداد.



و كان ابن عباس في سفر حين نعي اليه أخوه قثم ، فاسترجع ثم عدل عن الطريق فأناخ راحلته و صلى ركعتين أطال فيهما، ثم عاد إلى راحلته فركبها، فقيل له: ما رأينا كما فعلت، ف قال: أما سمعتم الله يقول: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين."



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني ال عباس ويقول: "من سبق إلي فله كذا، فيستبقون إليه ويقعون على صدره وظهره في قب لهم ويلتزمهم."



قال ابن عمر: ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.



لقد كان ابن عباس من الاسلام بم كان، ومن علم القرآن بمنزلة رفيعة، و كان عمر إذا ذكره قال: ذاكم كهل الفتيان.



خلا عمر بن الخطاب ي وما ففكر كيف تختلف الامة ونبيها واحد و قبلتها واحدة وكتابها واحد، فدعا ابن عباس فسأله عن ذلك فقال ابن عباس: أنزل القرآن علينا فقرأناه وعلمناه فيما نزل، وسيكون بعدنا أقوام يقرأونه ولا يدرون فيما نزل فيكون لهم فيه رأي، ف إذا كان ذلك اختلفوا، فزبره عمر، ثم إنه أرسل إليه ف قال: أعد علي قولك، فأعاده فعرف عمر صوابه وأعجبه.



وقال حسان بن ثابت الانصاري في عبد الله بن ال عباس:



اذا قال لم يترك مـقـالا لـقـائل بمنتظمات لا ترى بينها فـصـلا
كفى وشفى ما في النفوس ولم يدع لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغـير مـشـقة فنلت ذراها لا دنـيا ولا وغـلا



قال ابن عباس: إياك والكلام فيما يعنيك إذا كان في غير موضعه، ولا تمار سفيها ولا حليما، فان السفيه يؤذيك وإن الحليم يقليك، واذكر أخاك في غيبته بما تحب أن يذكرك به، ودعه مما تحب أن يدعك منه.



لما وقع في عين ابن عباس الماء أراد أن يتعالج منه فقيل له: إنك تمكث كذا وكذا ي وما لا تصلي إلا مضطجعا فكره ذلك.



قال ابن عباس: لجليسي عندي ثلاث إذا أ قبل رحبت به، و إذا قعد أوسعت له، و إذا تحدث أنصت لحديثه واستمعت منه.



سأل ابن عباس بعض أصحابه عن شيء ف قال: لا أدري، فقال ابن عباس: أحسنت، كان ي قال: إن قول لا أدري نصف العلم.


صفاته :
كان عبد الله بن عباس مديد القامة جيد الهامة، مستدير الوجه، جميله أبيضه، وليس بالمفرط البياض، سبط اللحية، في أنفه قنى، معتدل الجسم، و كان أحسن الناس عينا قبل أن يكف بصره، وكف قبل موته بست سنين أو نحوها، وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابن إحدى و سبعين سنة وأشهر، أو اثنتين و سبعين، و صلى عليه ابن الحنفية ، و كان مرضه ثمانية أيام .


ابن عباس المحاور الفذ:

بعث به الإمام علي كرم الله وجهه ذات يوم إلى طائفة كبيرة منهم، فدار بينه وبينهم حوار رائع وجه فيه الحديث وساق ال حجة بشكل يبهر الألباب، ومن ذلك الحوار الطويل نكتفي بهذه الفقرة:
قالوا: ننتقم منه ثلاثاً:
أولاهن: أنه حكم الرجال في دين الله، و الله يقول إن الحكم إلا لله..
والثانية: أنه قاتل ثم لم يأخذ من م قاتليه سبياً ولا غنائم فلئن كانوا كفاراً فقد حلت أموا لهم وإن كانوا مؤمنين فقد حرمت عليه دماؤهم..!!
و الثالثة: رضي عند التحكيم أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين استجابة لأعدائه، فإن لم يكن امير المؤمنين فهو أمير الكافرين.

وأخذ ابن عباس يفند أهواءهم فقال في الرد على الأولى:
أما قولكم أنه حكم الرجال في دين الله فأي بأس..؟
إن الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ} [المائدة: 95]
فنبئوني ب الله: أتحكيم الرجال في حقن دماء المسلمين أحق وأولى أم تحكيمهم في أرنب ث منها درهم..؟؟!!

وتلعثم زعماؤهم تحت وطأة هذا المنطق الساخر والحاسم..

واستأنف حبر الأمة حديثه بالرد على الثانية:
و أما قولكم إنه قاتل فلم يسب ولم يغنم، فهل كنتم تريدون أن يأخذ عائشة زوج ال رسول وأم المؤمنين سبياً، و يأخذ أسلابها غنائم..؟؟
وهنا كست وجوههم صفرة الخجل وأخذوا يوارون وجوههم بأيديهم..

وانتقل ابن عباس إلى الثالثة:
و أما قولكم إنه رضي أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين حتى يتم التحكيم فاسمعوا ما فعله ال رسول في يوم الحديبية: إذا راح يملي الكتاب الذي يقوم بينه وبين قريش، فقال ل لكاتب: «اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله»
فقال مبعوث قريش: و الله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك..
فاكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله..
فقال لهم ال رسول: «و الله إني ل رسول الله»
ثم قال لكاتب الصحيفة: «اكتب ما يشاؤون: اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله»

واستمر الحواربين ابن عباس والخوارج على هذا النسق الباهر المعجز.. وما كاد ينتهي النقاش بينهم حتى نهض منهم عشرون ألفاً معلنين اقتناعهم و معلنين خروجهم من خصومة الإمام علي..!!






وفاته :

وقال الواقدي وغيره: نزل في قبر عبد الله بن ال عباس وتولى دفنه علي بن عبد الله و محمد بن الحنفية وال عباس بن محمد بن عبد الله بن ال عباس، وصفوان، وكريب، وعكرمة، وأبو معبد مواليه.

آية عند الممات:
عن سعيد بن جبير ، قال : مات ابن عباس بالطائف فشهدنا جنازته، ف جاء طائر لم ير على خلقته حتى دخل في نعشه ، ثم لم ير خارجا منه ، فلما دفن تليت هذه الآية لم يدر من تلاها:(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"
رحم الله حبر الامة عبد الله بن عباس