هل يجب الحج على الفور أم على التراخي

go-makkah

عضو جديد
7 أكتوبر 2010
2
0
0
هل يجب الحج على الفور أم على التراخي


قد يتساءل بعض المسلمين هل أن فريضة الحج (كغيرها من الفرائض) واجبة بمجرد تحقق شروطها، أم أنه يجوز تأخير أدائها. و الملاحظ أن عددا من المسلمين يؤخرون أداء الحج رغم توفر شرطي القدرة البدنية و المالية، إما بسبب الافتقار إلى الوعي بوجوبها الفوري، أو تكاسلا و بخلا. و لتبين الحق من الباطل في هذه المسألة نستعرض آراء بعض العلماء المسلمين في هذا الموضوع.

الشيخ ابن باز رحمه الله

الحج يجب على الفور هذا هو الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم فالحج يجب المبادرة به على الفور إذا كان الشخص قادراً ببدنه وماله أما إذا كان عاجزاً بالمال فلا حج عليه, أو عاجزاً بالبدن لمرض يؤجل حتى يشفى أما القادر بماله, وبدنه فإن الواجب عليه البدار بحجه, والمسارعة إليه لقول الله- سبحانه-: وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ولله على الناس يعني واجب لله على الناس فالواجب البدار بذلك هذا هو الواجب على الرجل والمرأة والأعرابي والحضري على جميع المسلمين يجب عليهم الحج ولو كانوا في أطراف الدنيا في الشرق والغرب يجب عليهم أن يحجوا إذا استطاعوا بالمال والبدن, فإن لم يستطع ببدنه لكبر سنه أو مرض لا يرجى برؤه فإنه يجب أن يستنيب من الثقات الطيبين من يحج عنه ممن قد حج عن نفسه النائب لا بد يكون قد حج عن نفسه سواءً كان رجلاً أو امرأة, وهكذا العاجز لكبر السن كأن يكون كبير السن لا يستطيع يستنيب

.



لا يجوز للمؤمن أن يتشاغل عن الحج الواجب من استطاع الحج فالواجب عليه البدار بالحج ولا يجوز التشاغل ببناء مسكن, أو بشراء مزرعة أو ما أشبه ذلك أما الزواج فله شأن آخر إذا احتاج لزواج وخائف على نفسه يبدأ بالزواج؛ لأنه من النفقة اللازمة فإذا احتاج الزواج وخاف على نفسه من تأخير الزواج يبدأ به قبل الحج ثم يحج بعد ذلك, أما إذا كان لا يخشى فإنه يبدأ بالحج.

الدكتور يوسف القرضاوي

العلماء مختلفون بالنسبة للحج، هل الحج واجب على الفور أو على التراخي؟ الذين قالوا الحج على الفور استدلوا ببعض الأحاديث التي قالت: "تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له" وآخر يقول: " قد يمرض الصحيح وتضل الراحلة ... " أي الأمور تتغير، الصحيح قد يمرض، والشاب يشيخ، والحي يموت، والموت يأتي بغتة، فالأولى أن الإنسان يبرئ ذمته، ويؤدي ما عليه بمجرد ما تتحق الاستطاعة ولا يوجد مانع، هذا رأي



وهناك رأي آخر يقول: هذه الأحاديث تدل على استحباب التعجيل (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) ولكن ليس هناك دليل على فرضية الفورية، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا في آخر سنة في حياته في السنة العاشرة من الهجرة، ولم يحج مثلا مع أبي بكر، قبل ذلك كانت لم تفتح مكة ولمن يمكن الذهاب إليها، مع أن الحج فرض في السنة السادسة، فلهذا ذهب عدد من العلماء إلى أن الحج واجب على التراخي، ورغم أنه واجب على التراخي، قالوا يتحمل المسؤولية، بحيث لو أتيحت له الفرصة وتمكن من الحج ثم تراخى وقصر وتكاسل ثم بعد ذلك ضاعت هذه الفرصة (كان غنيا فافتقر، كان صحيحا فمرض) إذن أنت المسؤول، أي يقع عليك الإثم، الإمام الغزالي يقول في الإحياء في كتاب الحج، إنه تمام الأمر وختام العمر..الخ.

الشيخ سلمان العودة

يرى بعض العلماء أن الحج على التراخي، وهو مذهب الإمام مالك، أو تحصيل مذهبه كما قال القرطبي، وبه قال الشافعي ومحمد بن الحسن وجماعة ولعله مذهب الجمهور وهو الأقرب عندي والأقوى، والله أعلم.

لا شك أن المبادرة بالحج أفضل وأولى، وهي من العزم، ومن وجد عنده سبب يدعوه إلى التأخير، وقال: الحج في العام القادم أفضل أو مع رفقة أحسن، أو يكون قد تعلم أحكام الحج، أو كان يعول أبوين شيخين كبيرين، أو اشتغل ببعض أمور الخير، وأجل الحج لعارض، فهذا -إن شاء الله- لا تثريب عليه ولا تأثيم -إن شاء الله تعالى

-.



الشيخ ابن العثيمين

الصحيح أنه واجب على الفور ، وأنه لا يجوز للإنسان الذي استطاع أن يحج بيت الله الحرام أن يؤخره ، وهكذا جميع الواجبات الشرعية ، إذا لم تُقيد بزمن أو سبب ، فإنها واجبة على الفور







إقرأ أيضا

شعائر الحج

أصناف الطواف

شروط زجوب الحج

مفسدات الحج و العمرة

الأخطاء الشائعة في الحج و العمرة


اقرأ أيضا
الجانب الصحي أثناء الحج
الأخطاء الشائعة في الحج و العمرة
أثر الحج في زيادة الإيمان
الحج في جنوب شرق آسيا
الإسلام و الحج في شرق إفريقيا