دعاء الصباح مكتوب وتعريفه

Zohoor Alreef

عضو جديد
23 نوفمبر 2018
182
1
0
33
دعاء الصباح مكتوب

2863-cached.jpg


تعريف الدعاء
إنَّ الدعاء عبادة من أعظم العبادات التي تقرِّبُ العبد إلى ربِّهِ في الإسلام، وهو أنْ يتضرَّع الإنسان المسلّم إلى ربِّهِ ويبتهل إليه ليلبِّي له حاجاته وييسر له أمورَهُ، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “لا تعجِزوا في الدُّعاءِ فإنَّه لنْ يهلِكَ مع الدُّعاءِ أحَدٌ” لهذا يجب على كلِّ عبدٍ مسلّم أن يجعل من الدعاء وسيلة للتقرُّبِ من الله العزيز الحكيم، وقد خصَّ الإسلام أدعية خاصَّةً لكلِّ حالة من حالات العبد، وهذا المقال مخصص للحديث عن دعاء الصباح في الإسلام.

دعاء الصباح مكتوب
كما وردَ سابقًا لقد خصَّ الإسلام أوقاتًا معينة من اليوم بأذكار وأدعية خاصَّة، كالدعاء عند الحاجة للمطر والغيث، والدعاء عند الاستغفار، ولذلك كانت الأدعية تختلف في نصِّها باختلاف الوقت التي يدعو بها الإنسان المسلم، وفيما يخصُّ دعاء الصباح تحديدًا فإنَّه مما وردَ في الدعاء وقت الصباح فقد وردت كثير من الأحاديث في السنّة النبوية الشريفة التي تتحدّث عن الأدعية المستحبّة في الصباح والمساء، ومما وردَ:

  • عن النَّبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قولُهُ عن رسول الله: “كان إذا أصبحَ قال: اللهمَّ بِكَ أَصْبَحْنا، و بِكَ أَمْسَيْنا، و بِكَ نَحْيا، و بكَ نَمُوتُ، و إليكَ النُّشُور”
  • ووردَ أيضًا عن أبي أيوب -رضي الله عنه- قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: “مَن قال إذا أصبَح: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، عشْرَ مرَّاتٍ كُتِب له بهنَّ عشْرُ حسناتٍ ومُحي بهنَّ عنه عشْرُ سيِّئاتٍ ورُفِع له بهن عشْرُ درجاتٍ وكُنَّ له عَدْلَ عِتاقةِ أربعِ رقابٍ وكُنَّ له حرَسًا مِن الشَّيطانِ حتَّى يُمسيَ” .
  • ووردَ عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما قال: “لم يَكُنْ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يَدَعُ هؤلاءِ الكلمات حينَ يُمسي وحينَ يصبحُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفو والعافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّيأسألُكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودُنْيايَ وأَهْلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوْراتي وآمِن رَوعاتي، اللَّهمَّ احفَظني من بينِ يديَّ ومن خَلفي وعن يميني وعن شِمالي ومِن فَوقي وأعوذ بعَظمتِكَ أن أُغتالَ مِن تَحتي” .
  • ووردَ أيضًا فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، قال أبو بَكْرٍ -رضيَ اللَّهُ عنهُ-: يا رسولَ اللَّهِ، علِّمني شيئًا أقولُهُ إذا أصبحتُ، وإذا أمسيتُ، وإذا أخذتُ مَضجَعي، قالَ: قل: اللَّهُمَّ فاطرَ السَّمواتِ والأَرضِ، عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ، أشهدُ ألّا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ نَفسي، وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ” .
أوقات مستحبة للدعاء
بعد ما وردَ من حديث عن دعاء الصباح في الإسلام، جدير بالذكر أن يتم المرور على الأوقات المستحبة للدعاء، فقد حدّد الإسلام أوقاتًا مستحبة للدعاء ودلَّ عليها في الكتاب وفي السنة النبوية الشريفة، وهذه الأوقات كثيرة ومتعددة ومختلفة ومنها:

  • الدعاء ليلة القدر: فقد وردَ في الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “قلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟، قال : قُولي اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي”
  • الدعاء في جوف الليل أو وقت السحر.
  • الدعاء بين الأذان والإقامة: قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة”
  • الدعاء في السجود: فالعبد أقرب ما يكون من ربّه عند السجود، قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: “أقرَبُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجِدٌ؛ فأكثِروا الدُّعاءَ” . والله تعالى أعلم

أسباب إجابة الدعوات

بعد الحديث عن دعاء الصباح في الإسلام والمرور على الأوقات المستحبة للدعاء، لا بدَّ من ذكر الأسباب التي يجب على العبد الداعي أن يتَّخذها ليستجيب الله دعاءَهُ، وهذه الأسباب كثيرة ومنها:

  • اختيار وقت الدعاء: يعني أن يتحيَّن الداعي الأوقات التي المستحبّة للدعاء -كما ورد سابقًا- كيوم عرفة من السَّنة، ورمضان من الأشهر، وخاصَّة العشر الأواخر منه، وبالأخص ليلة القدر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول الغيث.
  • الثقة بالله تعالى: يجب على الإنسان عندما يدعو الله تعالى أنَّ يكون على ثقة تامّة بقدرة الله تعالى على استجابة دعائِه وأن يكون على ثقة عمياء من الله تعالى ولا يقنط من رحمة الله أبدًا.
  • التزام مجالس الذكر: فالله تعالى يستجيب دعاء من يشهدون مجالسَ الذِّكر ويغفر لهم ببركة جلوسهم.
  • الانكسار والتضرّع: لأن الله تعالى يحبُّ أن يدعوه العبد بانكسار وتضرُّعٍ ورغبة وإقبال، ولا بدَّ من كلِّ داعٍ أن يتذكر حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين قال: “ما من عبدٍ يدعو اللهَ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ إلا أعطاه اللهُ بها إحدى ثلاثٍ: إما أنْ تُعجلَ له دعوتُه في الدنيا، وإما أن تدخرَ له في الآخرةِ، وإما أنْ يصرفَ عنه من الشرِّ مثلُ ذلك، قالوا: يا رسولَ اللهِ إذن نكثرُ؟ قال: اللهُ أكثرُ”