انظر الى القران والطب لتحريمه للخمر

7 سبتمبر 2013
52
0
0
31
بسم الله الرحمن الرحيم

حرّم الإسلام الخمر بل وجعلها أم الخبائث وقد نفى بعض الجهال تحريمها لأنها لم يقترن معها في آيات القرآن لفظ يدل على التحريم مع أن النص الذي جاء لتحريمها في كتاب الله أشد وقعا وأبلغ زجرا في ردع مرتكبي هذا الإثم وهو قول الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المائدة90

والمتأمل في الآية يجدها تفتتح بأسلوب الحصر (إِنَّمَا) لتأكد على شدة تشابه هذه الأشياء الأربعة ولذا وصفتها كلها بوصف واحد تستقذره النفوس الفاضلة ولا تستسيغه وهو أنها (رِجْسٌ)

ثم تذهب إلى أبعد مدى في التحريم فتصفها بأنها من عمل الشيطان حتى يسارع الإنسان المؤمن إلى تركها ثم تأمر أمر صريحا لا يقبل مواربة بترك هذه الأشياء كلها جملة واحدة وذلك في قوله سبحانه (فَاجْتَنِبُوهُ) ولم يقل فاجتنبوهم لينبه على أن حرمتهم واحدة

فكأن من أباح الخمر قد يكون قد أباح القمار وأباح عبادة الأصنام لأن حكمهم واحد وهذا ما لا يقوله عاقل ناهيك بعد ذلك بالأحاديث الصحيحة الكثيرة التي حرمت الخمر بل كل مسكر ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم {كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ}[1]

بل إنه صلى الله عليه وسلم ذهب أبعد من ذلك فحرم الأشياء التي لا تسكر إلا بعد العبّ منها بكثرة ولا يسكر الإقلال منها درءاً للشبهات وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم {مَا أسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ} [2]

وقد نبه صلى الله عليه وسلم إلى ما سيحدث من بعده فى شأن الخمر حيث يسميها البعض بغير اسمها هروبا من الإثم وذلك حيث يقول {لَيَشْرَبَنَّ أناسٌ من أُمَّتِي الخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بغيرِ اسْمِهَا}[3]

هذا وقد سد النبي صلى الله عليه وسلم الذريعة أمام من يزعمون أنهم يتداوون بها فقال صلى الله عليه وسلم {إنَّ الله أنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءَ فَتَدَاوَوْا وَلاَ تَتَدَاوَوْا بِحَرَامٍ}[4]

{وروي أَنَّ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ: سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ سَأَلَ النَّبيَّ عَنِ الْخَمْرِ فَنَهَاهُ فَقَالَ: إِنَّما أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ فَقَالَ النَّبيُّ : إِنَّهَا دَاءٌ وَلَيْسَتْ بِدَوَاءٍ}[5]

حتى أنه صلى الله عليه وسلم لعن كل من يمس الخمر ولو لم يشربها وذلك حيث يقول أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه ابن ماجه والترمذي {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَعَنَ فِي الْخَمْرَةِ عَشَرَةً : عَاصِرَهَا وَالْمَعْصُورَةَ لَهُ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَالْمُسْقَى لَهُ وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ لَهُ وَالْمُشْتَرِيَ وَالْمُشْتَرى لَهُ وَآكِلَ ثَمَنِهَا}

وذلك التشديد في تحريم الخمر يرجع إلى أنها تخمر العقل وتستره مما يجعل لها أضرارا جسيمة على الجسم والأعصاب والعقل والأخلاق وتفصيل تلك الأضرار التي اكتشفت حتى الآن يحتاج إلى مجلدات ولكن حسبنا أن نشير إلى ما ذكره الدكتور محمد وصفى في كتابه {القرآن والطب} صـ 138 حيث يقول :

{وللخمر تأثير على المراكز العصبية حيث تنبهها في أول الأمر ولكن لا يلبث الحال أن ينعكس فيحدث الخمول فى هذه الأعصاب وينتهي الأمر بتخديرها وتعطيل عملها ومن ثم يتسبب في الموت الذي يكون نتيجة مباشرة لإيقاف عمل المراكز الحيوية في الجسم}

هذا الحال هو ما نشاهده في شارب الخمر فتراه أولا قد انعدمت عنده فضيلة المروءة والحياء وينطق لسانه بألفاظ لو كان حافظا لقواه العقلية مافاه بها وتصدر عنه أفعال وحركات تضحك الثكلى وشر البلية ما يضحك

هذه الفترة هي التي تجعل من الإنسان حيوانا مهينا مستهترا بالكرامة والدين معرضا للوقوع في حبائل الرذيلة والعناد وهى قصيرة الأمد لا تلبث فترة الخمول أن تأتى عليها فترى الشاب وقد اختلت أعمال مخه وفقد إحساسه وتجسمت فيه البلاهة بأقبح أشكالها

وسرعان ما يدخل السكران في الفترة الثالثة وعندها يكون السم قد عمل عمله في المراكز العصبية الحيوية فى الجسم فيعطل عملها ويحدث الوفاة وقد يكون سبب الموت تعطيل الخمر لعمل مراكز التنفس والدورة الدموية جميعا

فالخمر هي الدافع الأساسي لجميع الموبقات بل أنها تقتل العواطف السامية في الإنسان كالحنان والعطف والواجب وتعمل كذلك على إضعاف الإرادة وتعطيلها وتسلب قوة السيطرة على النفس

هذا بالإضافة إلى الأمراض التي تسببها والتي قد ألمح إليها الدكتور/ السيد الجميلى فقال {نلخص هنا في إيجاز وتركيز أضرار الخمور والمواد الكحولية}

1 - غياب المرء عن ذكر ربه واقترافه الإثم وارتكابه الذنب والمعصية دون إدراك

2 - قرحة المعدة أو قرحة الإثنى عشر والتهابات الجهاز الهضمي

3 - احتقان الجهاز التناسلي

4 - التهاب الأعصاب المتطرفة المتعددة والضعف الجنسي

5 - اليرقان وتليّف الكبد

6 - الإدمان حيث يصبح الإنسان أسير العادات السيئة مع عدم الاستجابة للتخدير العام


{1} رواه مسلم وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما {2} رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي عن جابر رضي الله عنه {3} رواه أحمد وأبو داود وابن حّبان عن أبى مالك الأشعري رضي الله عنه {4} رواه أبو داود عن أبى الدرداء رضي الله عنه {5} رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن طارق بن سويد الجعفى

http://www.fawzyabuzeid.com/table_b...CF%ED%E4+%E6%C7%E1%DA%E1%E3+%D82&id=128&cat=2

منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


Drfgm.jpg

 
15 نوفمبر 2013
135
6
18
33
العراق

جزاك الله خيراً
سلمت لنا اياديك
على طرحك الجميل
تلذذت بكلمات فعسى للقلوب
ان تهدأ لبارئها
بثوبها الابيض النقي
شكري لك
دمت برعاية الرحمن